يؤكد تأييد الرئيس دونالد ترامب لخطة الهجرة التي قدمها أعضاء مجلس الشيوخ «توم كوتون» (جمهوري - أركانساس) و«ديفيد بيردو» (جمهوري - جورجيا)، والتي تقضي بخفض الهجرة القانونية إلى النصف، على وجود توتر بين شعبوية الإدارة الكارهة للأجانب وطموحاتها الاقتصادية. وقد أثار مشروع القانون الذي قدمه «كوتون وبيردو» ردود أفعال غاضبة، ليس فقط من جانب الجماعات المؤيدة للهجرة والليبراليين، بل أيضاً من المحافظين والمدافعين عن النمو الاقتصادي. ويفهم نقاد السوق الحرة، على العكس من ترامب، أن خطة «كوتون وبيردو»، التي تلعب على المشاعر الكارهة للأجانب والتي أوصلت ترامب إلى الرئاسة، إذا ما تم وضعها في إطار سياسة فعلية، ستحكم بالفشل على هدف تحقيق نمو بنسبة 3%. وببساطة، لن يمكنك خفض الهجرة وجعل أميركا عظيمة مرة أخرى. وقد كانت الهجرة منذ فترة طويلة شريان الحياة الديموغرافي والاقتصادي في المدن الكبيرة، مثل نيويورك ولوس أنجيلوس وميامي. وحقيقة أن الجزء الأكبر من النمو في أكثر من نصف المناطق الحضرية الكبرى، وعددها 100 منطقة، يأتي من الهجرة أكثر منه من المهاجرين داخل الولايات المتحدة تحتم على المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد أن تعطي أولوية لاستيعاب المقيمين الجدد المولودين في الخارج، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ عن تخطيطهم للمستقبل. وبغض النظر عن الطريقة التي تضغط بها أنماط مكافحة الهجرة لشيطنة المهاجرين وإثبات أنهم مصدر تهديد للعمال الأميركيين، فإن الحقائق تتجاوز النزاع (العقلاني). ويفسر «ديفيد بيير»، من معهد «كاتو» قائلاً في صحيفة نيويورك تايمز: «يحاول السيناتور كوتون ربط الزيادة البطيئة في معدل الهجرة في العقود الأخيرة بانخفاض الأجور بالنسبة للأميركيين غير الحاصلين على شهادات جامعية، ما يعني أن العمال من ذوي المهارات المتدنية يواجهون مزيداً من المنافسة في الوظائف أكثر مما كانوا في السنوات السابقة. بيد أن هذا الارتباط زائف؛ لأنه يتجاهل القاعدة العمالية الكلية». الولايات المتحدة تحتاج إلى المهاجرين. ودائماً ما تظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن الجمهور يفهم أن المهاجرين هم أمر جيد للبلاد. وقد وجد مركز بيو للأبحاث مؤخراً أنه: «بالنسبة للغالبية العظمى من الأميركيين، فإن انفتاح البلاد على الناس من جميع أنحاء العالم (هو أمر ضروري لنا كشعب). وفي مسح جديد للمركز، قال 68% من المشاركين، إن انفتاح أميركا على الأجانب هو سمة مميزة للأمة، بينما قال 29% (إذا كانت أميركا مفتوحة أكثر من اللازم على الناس من جميع أنحاء العالم، فإننا نخاطر بفقدان هويتنا كشعب)». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»