في خضم الارتباك المتواصل الذي خلقته إدارة ترامب وما يصاحبه من صخب، يدهشني أن الديمقراطيين يعتقدون أنهم في حاجة إلى مبادرة جادة لإعداد رسائل تخاطب الجماهير في الوقت الحالي. والواقع أن بيانات استطلاعات الرأي تشير إلى أن الناخبين يعتقدون أن «الديمقراطيين» لا يمثلون إلا كل ما هو معارض لترامب، وأنهم قليلو الصبر فحسب. لكن مشاهدة الزعماء «الديمقراطيين» وهم يعلنون خطتهم الاقتصادية الجديدة وهي بعنوان «صفقة أفضل»، كان محرجاً ومثيراً للارتباك. وأحياناً، أشعر بالشفقة تجاههم. ف«الديمقراطيون» مناهضون لأصحاب الأعمال. وبالتالي لا يمكنهم أن يكونوا من مناهضي أصحاب الأعمال، ومن أنصار خلق فرص عمل في الوقت نفسه. ونحن نعلم ما تنتجه التركيبة الاقتصادية ل«الديمقراطيين». لقد شهدنا ثمانية أعوام من طريقة إدارة أوباما للاقتصاد التي حققت انخفاضا في النمو وبطئا في خلق فرص العمل، وأفادت على الأغلب أصحاب المليارات والصفوة المقيمة على الشواطئ. ورغم مواعظ «الديمقراطيين» المعتادة عن الحاجة إلى اقتصاد يعمل لصالح الشعب الأميركي، لكن كل ما يقدمونه ليس إلا دعوات لمزيد من اللوائح المعرقلة والمزيد من العطايا والمزيد من منح السلطة لواشنطن. إنهم ببساطة لا يستطيعون أن يساعدوا أنفسهم. وتحيزهم ضد أصحاب الأعمال يتجلى بوضوح بصرف النظر عن الجهد الذي يبذلونه لإظهار غير هذا. جميعنا نعرف ما يريد «الديمقراطيون» فعله بالضبط. إنهم يريدون أن يكون كل نشاط اقتصادي «مكاناً آمناً» به أنظمة تكييف للهواء تلبي المعايير الصناعية التي وضعها نشطاؤهم في مجال تغير المناخ. ويريدون فرض المزيد من الأعباء على الأنشطة الاقتصادية. ويريدون أن يبقى قدر من الحياة في الأنشطة الاقتصادية بما يكفي ليتغذى بها المحامون والنقابات العمالية. و«الديمقراطيون» أوضحوا تماماً أنهم مهتمون بزيادة الضرائب وتشديد اللوائح التنظيمية، وبحكومة ترتاب في أصحاب الأعمال وتحتقرهم. والواقع أن شيئاً لم يتغير ولم يتعلم «الديمقراطيون» شيئاً من خسائرهم في صناديق الاقتراع. وحملتهم المعروفة باسم «صفقة أفضل» زائفة. وآخر شيء يريده «الديمقراطيون» هو بيئة اقتصادية نشطة وقطاع خاص منتعش لخلق فرص العمل. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»