قد يكون يوليو شهراً محورياً بالنسبة لرئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفترة تولي ريكس تيلرسون مهام وزير الخارجية، بل وللتاريخ الأميركي برمته. ففي غضون قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع، ولقاء ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستوى الجديد من التهديد القادم من كوريا الشمالية، هناك حاجة ماسة لدبلوماسية فعالة تُعتبر أهم من أي وقت منذ انتخابات العام الماضي. وبشكل عام، أحسبُ نفسي من المعجبين بتيلرسون. فهو مشهود له برزانته وحكمته، وأهم من ذلك أنه يبدو محصناً من التجاذبات التي تشهدها واشنطن هذه الأيام. وإلى ذلك، فإن تيلرسون شخص يتحلى بالتصميم والثبات، ولديه علم وذكاء، ويتحرك حسب وتيرته الخاصة. لكن تلك الوتيرة، أو انعدام وتيرة سريعة، أصبح مصدر انتقاد. وفي الأثناء، هناك تقييمات إيجابية من المراقبين لعمل جون جاي. سوليفان، نائب وزير الخارجية الذي جرى تثبيته في منصبه مؤخراً. ووفق تعليمات تيلرسون، يعمل سوليفان حالياً على إعادة تنظيم وزارة الخارجية وتعزيزها بأفضل الكفاءات في مجال العمل الدبلوماسي. وبغض النظر عن المسائل الشخصية، فقد نجح تيلرسون في كسب احترام زعماء مهمين في العالم. وبالنظر إلى وتيرة تصريحاته وتصريحات الرئيس، فمن المرجح أن ترامب سينصت لوزير خارجيته، بل وربما يكبح ويقاوم بعض رغباته في الارتجال في وقت يستدعي الصبر والتأني. غير أنه، ولئن كان تيلرسون قد أبلى بلاء حسناً وأبان عن أداء فعال وحافظ على ثقة الرئيس، فإن بعض تفاعلاته الأخيرة مع آخرين في البيت الأبيض تركت جروحاً لم تندمل بعد. ومازال من غير المعروف إلى أي مدى سيستمر هذا الانقسام. وعلى أي حال، هناك دائرة ضوء على الرئيس ووزير خارجيته وفريقهما. والرهان كبير جداً. فشخصياً، لا أذكر فترة تميزت بمثل هذا القدر من عدم اليقين بشأن وثوقية وجودة أعمال أميركا وتصميمها. إد روجرز محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»