بينما تنغمس واشنطن في معارك الرعاية الصحية وقضايا أخرى داخلية، تتصاعد وتيرة حرب فعلية في سوريا والعراق ضد «داعش». فدون كثير من الضجيج، عاد آلاف من القوات الأميركية المقاتلة إلى أرض المعركة في الشرق الأوسط. وهؤلاء الجنود ليسوا من قوات العمليات الخاصة فحسب بل بينهم فرق مدفعية تقاتل في العراق ووحدة مروحيات هليكوبتر تطارد «داعش» في سوريا. وتكثفت الضربات الجوية الأميركية وتصاعد عدد الضحايا المدنيين منذ بداية العام. وحصيلة الوفيات مأساوية لكنها علامة كئيبة على أن الهجوم طويل الأمد على «داعش» الذي بدأه أوباما عام 2014 يسير بسرعة نحو النجاح، وبعض الفضل يرجع إلى الرئيس ترامب. في عهد أوباما الذي دشن استراتيجية «بصمات الأقدام الخفيفة» بأقل عدد من القوات الأميركية، خسر «داعش» معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرته ذات يوم في العراق ونحو ثلث مناطقه في سوريا. ثم جاء ترامب إلى السلطة، وطلب من قيادات الجيش خطةً في 30 يوما. وقدم الجنرالات نسخة منقحة من خطة أوباما، أي أنها تعزز عمليات القصف وعدد الجنود وتقلص القيود على القيادات العسكرية. وصرح جيمس جيفري السفير السابق والضابط السابق في الجيش الأميركي الذي يقدم النصح لإدارة ترامب، بأن «استراتيجية أوباما لم تفشل لكنها كانت بطيئة. والخطة الجديدة تمثل زيادة ليس فقط بإضافة المزيد من الجنود، بل بتعزيز الاستعداد لاستخدامهم. إنه تغير بنسبة 20% لكنه مهم». لكن نجاح هذا التعديل يأتي مصحوبا بمخاطر «النجاح الكارثي»، وهو الوصف الذي أطلقه قادة الجيش على الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وكان الدرس المستفاد من تجربة العراق هو أن غزو الأراضي لا يضمن الفوز بالحرب. ولذا يخطط مسؤولو إدارة ترامب بهدوء لعملية التزام للقوات الأميركية بلا أجل مسمى تجاه العراق وسوريا في «عمليات تحقيق الاستقرار» بعد إلحاق الهزيمة بـ«داعش». وهذا قد يتطلب عدداً أكبر وليس أقل من القوات الأميركية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»