استراتيجية الشباب العربي
تحتل فئة الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة صدارة أولويات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن تمكين الشباب، وتحصينهم بالعلم والمعرفة والقيم، وتشجيعهم على النجاح والتميز، وتوفير بيئة تضمن تطورهم ورخاءهم وسعادتهم، هي السبيل الوحيد لاستدامة عملية النمو والوصول إلى المكانة التي تستحقها الدولة. ويُترجَم هذا الإيمان في صورة جهود دؤوبة وخطط وبرامج ومبادرات متواصلة تتبناها حكومة الدولة، تسهم بفاعلية في إعداد الشباب وتأهيلهم ليكونوا بناة أساسيين في بناء حاضر الدولة ومستقبلها.
واستناداً إلى هذه القناعة، اتسع الدور الريادي الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لإعداد أجيال قادرة على أن تكون شريكاً أساسياً وفعالاً في تنمية وطنها، ليشمل شباب الوطن العربي أجمع وليس الشباب الإماراتي فقط، وفي هذا الإطار جاء إعلان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، «استراتيجية الشباب العربي» التي تمثل رؤية لتمكين الشباب العربي وتعزيز ريادته في المجالات المختلفة، وذلك خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2017، ويأتي إعلان هذه الاستراتيجية امتداداً للنهج الذي أسس له المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ نشأة الاتحاد، والقائم على عقيدة ثابتة تؤمن بأن الشباب هم بناة الوطن وحماته، وشريك أساسي في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة، وصناعة مستقبل مستنير ومزدهر.
وتتمثل الرؤية الاستراتيجية التي أطلقها سموه بمشاركة معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب وعدد من الشباب العربي يمثلون 22 بلداً عربياً، في أن يصنع الشباب نموذجاً عالمياً في بناء الإنسان والأوطان والتنمية بإحسان، والتي تتضمن خمس أولويات، وهي: أن ينعم الشباب العربي بحياة صحية وآمنة، وينافس بتعليمه وينشر المعرفة، ويلتزم الريادة ويتقن عمله، ويتبنى نهج العطاء والعمل التطوعي، ويفخر بهويته وثقافته العربية. وقد أعلن الشباب العربي ستة مكونات أساسية لنموذج عملهم، وهي: التفاعل والإلهام والتمكين والتشارك والإنجاز والاحتفاء بالشباب العربي. وترتبط خمسة من أبعاد نجاح استراتيجية الشباب العربي، بالشباب العربي، وهي: القيم، والمبادرة، والابتكار، والمرونة، والاستدامة، بالإضافة إلى أبعاد مرتبطة بالحكومات والقطاع الخاص والإعلام.
ويشمل تحقيق استراتيجية الشباب العربي سبع مبادرات، تتمثل المبادرة الأولى في: حلقات شبابية برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهي منصة حوارية تتفاعل مع الشباب وتتيح لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وانطباعاتهم. وتتمثل المبادرة الثانية في: ملتقى الشباب العربي الذي يجمع الشباب العربي سنوياً لمناقشة تطلعاتهم ووضع الحلول لتحدياتهم وتبادل الأفكار والاحتفاء بالإنجازات. أما الثالثة فهي: منصة فرص الشباب العربي التي تجمع جميع الفرص المتاحة للشباب للاستفادة منها. وتنعكس الرابعة في: تقرير سنوي للشباب العربي يجيب عن أهم التساؤلات السنوية حول الشباب، ويعرض تطلعاتهم وأحلامهم وبيانات تخصهم. والمبادرة الخامسة هي: بعثات ومنح تعليمية للشباب العربي المتميز للالتحاق بالجامعات وإكمال الدراسات العليا حول العالم. أما السادسة فهي: تأسيس مركز الشباب العربي الذي يعمل على مبادرات للشباب العربي ويقودهم ويضع أجندة سنوية لهم، وينظم ملتقياتهم. والمبادرة السابعة: تشمل منصة للمشاركة الجماعية للشباب العربي تعتمد على التعهيد الجماعي للمهارات واستغلال طاقات الشباب في مختلف المشاريع التنموية.
إن هذا النوع من المبادرات يؤكد الإيمان العميق من جانب القيادة الرشيدة بطاقات الشباب البناءة، والحرص على توجيهها الوجهة الصحيحة، واستثمارها فيما يخدم المجتمع، كما أنها تأتي في إطار توجه عام ناتج عن زيادة الوعي بأهمية الشباب، يستهدف تمكينهم وتوفير الظروف التي تتيح لهم المشاركة بفاعلية في العملية التنموية، وذلك من خلال بلورة أفكارهم وتلبية احتياجاتهم.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية