كوبا.. معضلة ديموغرافية
في أحدث محاولة من قبل كوبا لرفع معدلات المواليد المتباطئة لديها ونزع فتيل قنبلة ديموغرافية موقوتة، بدأت الحكومة سياسة جديدة تقضي بمنح أجازة أبوة لأجداد المواليد الجدد. ولدى الجزيرة في الوقت الراهن واحدة من أكثر سياسات أجازات الأبوة سخاءً في الأميركتين، إذ تسمح للآباء والأمهات بالحصول على عطلة تزيد على أكثر من عام من العمل بأجر جزئي. ويوسع المرسوم الجديد نطاق هذه الامتيازات لتشمل الأجداد من الجانبين.
لكن حتى الآن، لم تجلب أي من هذه المحاولات لكوبا أية طفرة في معدلات المواليد. ولدى الجزيرة البالغ تعدادها 11 مليون نسمة واحداً من أقل معدلات الخصوبة في نصف الكرة الغربي، بمعدل 1.7 طفل لكل امرأة. وثمة عوامل كثيرة توضح هذا الرقم، لكن معظمها يرتبط بفاعلية الرعاية الطبية الاشتراكية، والاقتصاد الحكومي الذي يعاني خللاً مزمناً.
ويوفر نظام الرعاية الصحية في كوبا وسائل منع الحمل على نحو واسع النطاق، كما أن عمليات الإجهاض متاحة عند الطلب. وفي الوقت ذاته، تشكل النساء الكوبيات شريحة متزايدة من القوى العاملة المهنية، واختار كثير منهن تأجيل الأمومة إلى مرحلة متأخرة من الثلاثينيات، ويرجع ذلك في كثير من الأحيان إلى عدم امتلاكهن الوسائل المالية لرعاية أطفالهن.
وتكاد لا تكون هذه هي المشكلة الديموغرافية الوحيدة التي تواجه كوبا، فما يتراوح بين 60 إلى 80 ألف كوبي يهاجرون سنوياً، وكثير منهم من الشباب الباحثين عن فرص أفضل في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية.
ومن يتبقى من الكوبيين من كبار السن، وما يقرب من خُمس تعداد سكان الجزيرة تزيد أعمارهم على 60 عاماً، بينما تعتمد الحكومة على مجموعة متناقصة من القوة العاملة للحفاظ على سير اقتصاد الدولة المترنح. ويبلغ متوسط عمر الفرد في كوبا 78 عاماً، ويساوي نظيره في الولايات المتحدة، لذا توجد أعداد كثيرة جداً من المعولين.
وبحسب صحيفة الحزب الشيوعي «جرانما»، كان قرار تمديد إجازة الأبوّة لتشمل الأجداد ضرورياً «من أجل التعامل مع الدرجة المرتفعة من الشيخوخة بين سكان المجتمع، وتشجيع معدلات الإنجاب على المدى القصير».
نيك ميروف: صحفي متخصص في أميركا للاتينية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»