كانت الأيام العشرة الأولى من إدارة الرئيس دونالد ترامب ضبابية. وبالنسبة إلى ترامب، فالفوضى تعد ملمحاً وليست علة. وكما قال «جون ميتشل»، المدعي العام (وزير العدل) عام 1969 في مستهل إدارة «ريتشارد نيكسون»: «انظروا إلى ما نفعل وليس إلى ما نقول». هذه نصيحة جيدة لأي مراقب للرئاسة، لا سيما في عام 2017. إن ترامب يتحدث أو يغرد طوال الوقت، لكن لا يمكن تجاهل كلماته، فهو الرئيس. ما يهم هو عندما تقدم إدارته الموازنة الشهر القادم. عندئذ سنرى كيف أن وعوده بمنع تخفيض استحقاقات الضمان الاجتماعي تتساوى مع اختياره المتشدد بشأن الإنفاق. وتجاهلوا مزاعم رئيس مجلس النواب «بول ريان» ونائب الرئيس «مايك بنس» بأن العلاقات بين البيت الأبيض والكونغرس تسير بنجاح. فالتوترات والمخاوف في كابيتول هيل واضحة. وقد كشف شريط تم تسريبه أن الجمهوريين وهم يتألمون خلال مؤتمر عقد في فيلادلفيا في عطلة نهاية الأسبوع بسبب خطط البيت الأبيض لتفكيك قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة. ومن ناحية أخرى، انتهت خلافات حول سياسات تتعلق بالهجرة وروسيا بتغريدة من ترامب يوم الأحد يتهم فيها عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين «جون ماكين» و«ليندسي جراهام» بالتطلع دائماً إلى بدء حرب عالمية ثالثة. وفي الأشهر المقبلة، انظروا لتروا ما إذا كان بعض الجمهوريين سيبدؤون التخلي علناً عن ترامب. من المرجح أن يحدث هذا في مجلس الشيوخ قبل مجلس النواب. والقضية قيد النقاش هي ما إذا كان التيار الرئيس من المحافظين وعدد من حكام الولايات الغربية، سينضمون إلى منشقين مثل «ماكين». ولا ينبغي أن تنفعلوا عندما يصف ترامب أو بانون وسائل الإعلام بأنها العدو. فهما ليسا أول سياسيين يكرهان الصحافة، حتى إن كانا أكثر لذاعة من أغلب رجال السياسة. وهناك أيضاً أمور لا ينبغي التركيز عليها بالنسبة إلى الديمقراطيين أيضاً. لا تقلقوا كثيراً بشأن من سيصبح الرئيس القادم للجنة الوطنية الديمقراطية، فهذا أمر ثانوي. وبإمكان زعيم الحزب المساعدة في جمع المال وبناء منظمات حزبية أفضل، لكن لا شيء غير ذلك. ألبرت هانت كاتب عمود في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع "خدمة واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس"