يمتلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، رؤية طموحة لمستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ترى في التعليم الاستثمار الأمثل للمستقبل، سواء لأنه يعتبر المدخل لإعداد الكوادر البشرية المواطنة، وتأهيلها بشكل سليم يواكب مسيرة التنمية والتطور في المجالات كافة، أو لأنه يعد الرهان الحقيقي للانطلاق في مرحلة ما بعد النفط وما تتطلبه من خبرات بشرية مؤهلة تكون قادرة على امتلاك أدوات اقتصاد المعرفة، إضافة إلى أنه بات يمثل ضرورة للمحافظة على استمرارية وريادة الدولة في شتى الميادين، خصوصاً في ما يتعلق بالانتقال إلى مجتمع المعرفة المستدامة وتهيئة الظروف المواتية في مختلف القطاعات. ومن هذا المنطلق، ينظِّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، غداً الخميس، ندوة بعنوان «محمد بن زايد والتعليم» ستشارك فيها نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصِّصين في مجال التربية والتعليم، وذلك في «قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» بمقر المركز في أبوظبي، إيماناً من المركز بأهمية الرؤية التي يتبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمستقبل التعليم، وما تمثله من أهمية ضمن فلسفة التنمية الشاملة والمستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولخططها المستقبلية. في هذا السياق، أكد سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يؤمن بأن التعليم هو الأساس الذي تقوم عليه أي عملية تنموية حقيقية وناجحة، وهو الركيزة التي تستند إليها رؤية الإمارات 2021، بأن تصبح في مصافِّ الدول المتقدمة بحلول الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد، وهو بالتالي الطريق الطبيعي لبناء الكوادر المواطنة، وتأهيلها للقيام بدورها في النهضة الشاملة التي تعيشها الإمارات، كما يحرص سموه دائماً على طرح المبادرات العملية القابلة للتطبيق، وعلى المتابعة المباشرة للبرامج والأنشطة التي تهدف إلى الارتقاء بالعملية التعليمية في مختلف إمارات الدولة. ومنذ مؤتمره الأول حول التعليم في عام 2010 يحرص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على أن يسلط الضوء على الجوانب المختلفة لقضية التعليم في الدولة من خلال خبراء ومتخصصين وعاملين في الحقل التعليمي من داخل الإمارات وخارجها، وذلك في إطار إيمانه بدوره، كمركز دراسات وبحوث وطني، في خدمة المجتمع ومساندة خطط التنمية. ولا شك في أن ندوة «محمد بن زايد والتعليم» تكتسب أهمية كبيرة، لأنها ستسلط الضوء على الرؤية الشاملة والطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتعليم بأبعادها المختلفة، ونظرة سموه المستقبلية لطبيعة الدور الذي ينبغي أن يقوم به التعليم في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال أربعة محاور رئيسية: الأول، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتعليم، ويتناول هذا المحور دور التعليم في بناء الإنسان الإماراتي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء ومواجهة الأفكار الهدامة، وعلاقة التعليم باقتصاد المعرفة، ومرحلة ما بعد النفط، ودور التعليم في دعم المشروعات الوطنية الكبرى (استكشاف الفضاء، والطاقتَين المتجدِّدة والنووية). ويركِّز المحور الثاني على جهود سموه ومبادراته لتطوير التعليم، كمبادرة التربية الأخلاقية، التي حظيت بترحيب واسع داخل الإمارات، ولقيت الثناء والتقدير من المهتمين بمجال التربية والتعليم من خارج الدولة، ورؤية سموه لتطوير المناهج، والارتقاء بالمستوى النوعي للتعليم، والنهوض بالمعلم، ودور سموه في دعم البعثات العلمية الخارجية، واستقطاب مؤسسات التعليم الأجنبية. أما المحور الثالث، فيركز على الابتكار ومستقبل التعليم، من خلال التطرُّق إلى أهمية التعليم في الخطط الوطنية لرسم معالم المستقبل، مثل رؤية الإمارات 2021، ورؤية أبوظبي 2030. ويتناول المحور الرابع، التعليم وتطور المجتمع والدولة في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والمكانة التي يحظى بها التعليم في فكر سموه، وحرصه على تعزيز دور المنظومة التعليمية في تطور المجتمع والدولة، ودفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة بمختلف أبعادها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية