الفوضى في سوريا.. وحاجة ميركل إلى فكر جديد «فاينانشيال تايمز» أفاد الكاتب «ديفيد جاردنر» في مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» أمس الأول، بأن الحديث عن تغيير الأولويات الأميركية في سوريا بعد انتخاب دونالد ترامب يبدو في كثير من الأحيان لا علاقة له بالواقع الذي تسيطر عليها الميليشيات والجماعات المسلحة، مشيراً إلى أنه إذا تحول ترامب إلى دعم نظام الأسد، وفق اعتقاد خاطئ بأنه يقاتل تنظيم «داعش»، فإنه في الحقيقة سيحول الدعم الأميركي من تحالف مجموعات مسلحة وجيوش خاصة إلى آخر. وأوضح أن الأمر ذاته ينطبق على قوى فاعلة خارجية أخرى مثل روسيا وتركيا، وبشكل خاص إيران. وأكد أن النطاق الحالي للجماعات المسلحة بدأ يأخذ منحى جديداً قاتلاً، إذ تحول إلى مغناطيس عملاق للتدخل الخارجي وحاضنة للفوضى، عازياً ذلك إلى دعم إيران للجماعات الميليشياوية، وتحالفها مع روسيا. وذكر «جاردنر» أن الولايات المتحدة تدعم حالياً الميليشيات الكردية السورية في محاربة تنظيم «داعش»، كما تدعم بصورة ما مقاتلين عرباً سوريين، يواجهون ضعفاً نسبياً في مواجهة بشار الأسد. وأضاف: «مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ربما يكون الجانب الحكومي في سوريا قد سيطر على مدينة حلب، الأمر الذي قد يرجح كفة دعمه للأسد»، لكن ذلك سيعني الانحياز إلى القوة الجوية الروسية والميليشيات على الأرض التي تنسق مع الحرس الثوري الإيراني، والذي أعلن الرئيس المنتخب أنه يمثل عدواً. وأوضح الكاتب أن الرئيس أوباما، على الرغم من تردده في إرسال قوات برية، أرسل آلاف القوات الخاصة من أجل المساعدة في إعادة بناء الجيش العراقي، ورغم ذلك لا يزال يعتمد على المقاتلين الأكراد في سوريا والبشمركة الكردية العراقية في شمال العراق، منوّهاً إلى أنه في الوقت الذي تتحالف فيه تركيا ظاهرياً مع التحالف الذي تقوده أميركا ضد «داعش»، فإنها في الحقيقة تكرس جهدها لصد تقدم الأكراد السوريين، المدعومين أميركياً، لأنهم متحالفون مع «حزب العمال الكردستاني» المحظور تركياً. وتكهن الكاتب أنه بعد سقوط الموصل بحلول بداية العام المقبل، فإن الأراضي المقسمة تحت إمرة مجموعات مسلحة ورعاتهم ستعزز الانقسامات القائمة في العراق، وبالمثل ستظل فوضى مماثلة عقب سقوط حلب واستعادة الرقة في نهاية المطاف، ومن ثم ستواصل الميليشيات انتشارها. «الجارديان» وصفت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها زعيمة سياسية مخضرمة، لكنها تحتاج إلى فكر جديد، مشيرة إلى أن ميركل، التي أعلنت ترشحها لشغل منصب المستشارية لفترة خامسة، تحظى بالاحترام عن جدارة، وإن كانت سياسية مترددة، إذ أشارت يوم الأحد الماضي إلى أنها استغرقت وقتاً طويلاً كي تقرر ترشحها مرة أخرى. وأضافت الصحيفة: «إن هذا القرار سهلٌ نسبياً مقارنةً بالقرارات الكثيرة التي سيتعين عليها اتخاذها في المستقبل القريب». وتابعت: «ستكون مهمتها الأكبر حال فوزها هي إبقاء ألمانيا والاتحاد الأوروبي متماسكين في خضم القومية المتصاعدة»، منوّهةً إلى أن «الناخبين في إيطاليا وفرنسا سيكون لهم قول مهم بشأن ذلك قبل أن يذهب الألمان إلى صناديق الاقتراع». وذكرت الصحيفة: «ربما يكون قدر ميركل أن تحول دون تفاقم المشكلات، وإن لم تحلها»، داعيةً إياها إلى استغلال قدراتها والثقة التي تحظى بها في طرح رؤية قابلة للتطبيق لألمانيا وأوروبا، وسيحتاج ذلك إلى فكر جديد. «الإندبندنت» تساءلت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أمس الأول حول ما إذا كان العالم سيشهد انتصاراً مفاجئاً، كالذي حققه ترامب، في أوروبا، مشيرةً إلى أنه على النقيض من النمسا، تعتبر فرنسا قوة عالمية، وعلى عكس ألمانيا، توجد في باريس شخصية يمينية متطرفة لديها دراية طويلة باللعبة السياسية، في إشارة إلى رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» «مارين لوبان» التي أعربت عن شعورها بأنه يمكنها أن تحقق نجاحاً مثل ذلك الذي حققه ترامب. وقالت الصحيفة: «مع اقتراب انتخابات مهمة في عدد من دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية، ثمة شعور بأن التاريخ الحديث في أميركا وبريطانيا يمكن أن يكرر نفسه في القارة العجوز»، لافتةً إلى أن الاختبار الأول للشعبوية الأوروبية الجديدة سيكون الشهر المقبل في النمسا، مع إعادة الانتخابات الرئاسية التي واجهت تجاوزات عندما عقدت في بداية العام الجاري، وخسر المرشح اليميني المتطرف «نوربرت هوفر» بفارق 31 ألف صوت. وبالطبع، سيغذي فوز «هوفر» نيران القومية ومناهضة الهجرة. لكن الصحيفة أكدت أن الاختبار الأكبر بالنسبة للجميع سيكون في الانتخابات الفرنسية في أبريل المقبل، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الجولة الأخيرة ستكون بين «لوبان» رئيسة «الجبهة الوطنية»، ومرشح الحزب «الجمهوري» الذي ستتمخض عنه المنافسات التمهيدية. «ديلي تليجراف» اعتبرت صحيفة «ديلي تليجراف» في افتتاحيتها أمس الأول أن زعيم حزب الاستقلال البريطاني «نايجل فاراج» لا ينبغي أن يكون سفيراً لبريطانيا في الولايات المتحدة، بسبب علاقاته القوية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مؤكدةً أن اقتراح ترامب تولى «فاراج» هذا المنصب محكوم عليه بالفشل، لأنه سيبدو مثل رجل ترامب في واشنطن وليس رجل بريطانيا. غير أن الصحيفة دعت رئيسة الوزراء «تريزا ماي» إلى الاستفادة من «فاراج» وإيجاد دور ملائم له للاستفادة من اتصالاته في أميركا على نحو يعزز مصالح المملكة المتحدة. إعداد: وائل بدران