تعزيز العلاقات الإماراتية الأوروبية
افتتاح مقر بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً مؤخراً يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها قدماً إلى الأمام في المجالات كافة، كما يعكس في الوقت ذاته التقدير الأوروبي للإمارات، ونموذجها المنفتح على العالم، ومواقفها الداعمة لجهود إحلال الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وهذا ما عبّرت عنه تصريحات السيدة فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، التي أشارت فيها إلى «أن الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات لديهما أجندة مشتركة لمعالجة التحديات الإقليمية والاستفادة من الفرص المتاحة لخلق مستقبل أفضل للجميع». وأضافت: «إن استراتيجيتنا العالمية تحتاج إلى بذل مزيد من الجهود، تحديداً مع دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى للتعامل مع الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، وكذلك العديد من التحديات الأخرى التي تواجه منطقتنا، ونرى أيضاً وجود فرص عدة في هذه المنطقة يمكننا التعاون فيها بشكل قوي». فيما اعتبر سعادة باتريزيو فوندي، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، أن هذه البعثة تعدّ رمزاً يخدم الصداقة والعلاقة الفعالة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة وتعزز هذه الخطوة التعاون الدبلوماسي بين الطرفين، وتفتخر البعثة بتمثيلها الاتحاد الأوروبي في دولة تتصف قيادتها برؤية مستقبلية تحافظ على تاريخها وتقاليدها وعلى التطور التكنولوجي والعنصر الإنساني في الوقت نفسه، مؤكداً أن «نشاط دولة الإمارات في تزايد على الساحتين الإقليمية والعالمية؛ وذلك يجعلها شريكاً قوياً وموثوقاً به للاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والطاقة، والبيئة، وتغير المناخ، والاقتصاد».
ولا شك في أن تصريحات كل من فيديريكا موغيريني، وباتريزيو فوندي إنما تؤكد حرص الاتحاد الأوروبي على بناء جسور التعاون والتنسيق مع الإمارات في المجالات المختلفة، من منطلق أن الإمارات طرف فاعل في إرساء أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشارك بفاعلية في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في كل من العراق وسوريا، كما تحرص القوى الكبرى على التعرف إلى رؤاها ومواقفها إزاء قضايا وأزمات المنطقة والعالم المختلفة، لما تتسم به من حكمة وعمق وشمولية واتزان. وبدورها تحرص الإمارات على إقامة علاقات فاعلة وعلى أسس قوية مع التجمعات الإقليمية المهمة، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، في إطار سياستها الخارجية النشطة التي تعمل على تعزيز الروابط مع مختلف دول العالم، بما يصب في خدمة المصالح الوطنية العليا ويعزز من موقع الدولة وحضورها إقليمياً ودولياً. وقد حققت الإمارات، وتحقق، نجاحات كبيرة في هذا الشأن، سواء لشمولية وعمق واعتدال الرؤية التي تحكم السياسة الخارجية الإماراتية بشكل عام تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ولحيوية الجهاز الدبلوماسي الذي يقوم على تنفيذ هذه الرؤية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أو لحرص الدول المختلفة في العالم على تعزيز علاقاتها مع الدولة في مختلف المجالات.
منذ نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، وسياستها الخارجية ترتكز على مبادئ واضحة، تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة لجميع دول العالم، واتباع سياسة الصداقة ومد يد العون إلى دول العالم وشعوبه كافة، وحل الخلافات بالطرق السلمية، والالتزام بالمواثيق الدولية، والعمل على تعزيز السلام والاستقرار والأمن والعدل على الساحتين الإقليمية والدولية، باعتبار أن ذلك هو الطريق لتكريس الجهد الدولي لتحقيق التنمية والرفاهية لشعوب العالم، وهذا ما تترجمه الإمارات في علاقاتها الخارجية، سواء من خلال العمل على تعزيز الشراكة مع القوى الإقليمية والدولية بما يخدم قضايا الأمن والسلم العالمي، ومن خلال مبادراتها التنموية الهادفة إلى مساعدة الدول النامية على تحقيق أهدافها الإنمائية للألفية عبر برامج ومساعدات تنموية عدة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية