منذ إعلان نتيجة الانتخابات الأميركية، شعر سكان الساحل الغربي بصدمة، وانتشرت أحاديث الانفصال عن أميركا التي يقودها دونالد ترامب، ودعوة بخروج كاليفورنيا من الكونفيدرالية الأميركية فيما يعرف ب««كاليإيكزت»، أو الانضمام إلى ولاية «أوريجون» الأكثر اكتظاظاً بالسكان، وواشنطن و«كولومبيا» لتشكيل ما يعرف بدولة «كاسكاديا» المطلة على البحر. وهذا بالطبع خيال يعززه ضعف التصويت لصالح ترامب في الساحل الغربي، إذ حصل على أقل من عشرة في المئة من الأصوات في بعض المدن. غير أنه سيكون خطأ جسيماً بالنسبة للجزء الأكثر تقدمية وتعداداً للسكان مجرد التفكير في التخلي عن الدولة التي هيمنت عليها الكونفدرالية القديمة. والفكرة الأفضل هي تجاوز ذلك الانقسام المزعج، فالناس في الغرب يمكنهم أن ينصتوا إلى مواطنيهم الأميركيين في قلب الدولة الصناعي القديم، والناس في المدن التي تواجه صعوبات اقتصادية يمكنهم أن تتعلم شيئاً من السياسات الفعّالة في الساحل التقدمي. وعلى الرغم من أن هذه المحادثات قد تكون صعبة، إلا أنها يمكن أن تبدأ بحوار بين المواطنين البيض. وفي التحليلات الأولية بعد الانتخابات، تم اعتبار نتيجة التصويت «رد فعل أبيض»، مثلما وصفه «فان جونز» على رئاسة أوباما. ومن دون شك، لعبت التركيبة العرقية دوراً كبيراً في فوز ترامب بالمجمع الانتخابي. لكن في الثامن من نوفمبر، رفضت مدن كبرى، خصوصاً في الغرب، ومعظم سكانها من الأميركيين البيض، التصويت لترامب بهوامش كبيرة. وشعرت كاليفورنيا، التي يبلغ عدد «الديمقراطيين» فيها ضعف عدد «الجمهوريين»، بأنه قد تم التخلي عنها. ويقرع السكان في هذه الولاية طبول العودة إلى «ثورة العلم القديم»، التي تمخضت لفترة قصيرة عن جمهورية «كاليفورنيا» المستقلة في عام 1846. وبدلاً من ذلك، لابد أن تستغل كاليفورنيا نفوذها السياسي، حيث ينحدر منها 1 من كل ثمانية أعضاء في مجلس النواب، لوقف أية أفكار قد تكون رجعية. وأكبر درس يمكن تعلمه من الساحل الغربي يتعلق بتوفير فرص العمل وزياد الأجور، ففي سبتمبر الماضي، كان نصيب كاليفورنيا 42 في المئة من كافة الوظائف الجديدة التي تم توفيرها في الولايات المتحدة. تيموثي إيجان: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»