ترامب وكبير الموظفين
من أهم القرارات التي سيتخذها دونالد ترامب خلال الأيام القليلة المقبلة اختيار كبير موظفيه في البيت الأبيض. وعلى رغم أنه قد هاجم كثيراً مسؤولي الحكم المتمرسين في واشنطن، إلا أن عليه الآن أن يختار واحداً منهم. وبالمقارنة مع ترامب فقد كان «رونالد ريجان» مثلاً حاكماً لولاية كاليفورنيا لفترتين متواليتين قبل انتخابه رئيساً، وكانت لديه فلسفة سياسية محددة وآراء قوية في كثير من القضايا، ولكن بطرق شتى كانت لديه أيضاً نقاط ضعف في كثير من الأمور عندما تم انتخابه في المرة تماماً مثل ترامب الآن.
وبينما كانت لدى «ريجان» سمات سياسية مميزة، فقد عانى من فجوات معرفية غريبة أيضاً، وعلى النقيض من ترامب، واجه فترات من السلبية، حيث كان يتفادى المواجهات ويبحث عن سبل لتجنب الموضوعات غير المريحة.
غير أن حظ «ريجان» الهائل كان في اختياره «جيمس بيكر» كبيراً لموظفيه في الفترة الأولى، وذلك لأن «بيكر» كان مطلعاً على السياسات «الجمهورية» في ولاية تكساس، وكان أحد مديري الحملة الانتخابية، وعمل في السلطة التنفيذية أثناء إدارة «جيرالد فورد»، وأدار الحملة الانتخابية لفورد في 1976. وعندما ترك «بيكر» ذلك المنصب ليصبح وزير خزانة بعد فترة «ريجان» الأولى، كانت النتيجة حالة من الفوضى.
وسواء أحب ترامب ذلك أم لم يحب، فوجود سجل طويل وقوي في مؤسسة الحكم والسياسة في واشنطن أمر مفيد، وخصوصاً إذا كانت الخبرة في أكثر من منصب. وسيكون من المفيد أيضاً أن يختار شخصاً غير قريب منه. ولكن كيف يجد ترامب هذا الشخص المنشود؟
ربما لا يكون «رينس بريبوس» رئيس اللجنة الوطنية «الجمهورية» الذي تردد اسمه كمرشح محتمل للمنصب، بالضرورة هو الاختيار الأسوأ، ولكنه لم يعمل في الحكومة قط. وإذا أراد ترامب مرشحاً أفضل، فمن الممكن أن يبحث داخل الكونجرس. وهناك مرشحان ملائمان هما «لامار ألكسندر» و«بوب كروكر»، وكلاهما عضو مجلس شيوخ من ولاية تينيسي. ولديهما الخبرة المطلوبة.
وقد كان اختيار ترامب لمنصب نائب الرئيس ملائماً جداً، وعليه أن يواصل ذلك في اختيار بقية إدارته.
جوناثان بيرنشتاين
محلل سياسي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»