ملتقى الحضارات والثقافات
استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة، أن ترسخ صورتها الإيجابية في العالم، باعتبارها نموذحاً ملهماً في التنمية والبناء والاستقرار وملتقى للحضارات والثقافات المختلفة، وهذا ما يتجلى في تكرار الإشادات بها، بما تمثله من حضارة عريقة وقدرة على توفير مظلة لتعايش أكثر من مائتي جنسية على أراضيها، وفي هذا السياق جاءت شهادة الدكتور حنيف حسن القاسم، رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، خلال الندوة التي نظمها مجلسه الثقافي بدبي أخيراً، حول التاريخ الحضاري للإمارات ومنطقة الخليج، حيث أكد: «أن الإمارات قدمت دوراً محورياً في النمو الاقتصادي وازدهار حركة التجارة الدولية نظراً إلى موقعها الجغرافي المتميز بين قارات العالم الذي شكل ملتقى للحضارات منذ القدم، وأكدت الشواهد التاريخية أن الإمارات ومنطقة الخليج كان لهما الدور المؤثر في تميز المنطقة منذ عصور ما قبل الميلاد»، معتبراً في الوقت ذاته «أن التاريخ الإماراتي يشكل إحدى أقدم الوثائق في المنطقة التي شهدت نهضة حضارية انعكست على انفتاحها على العالم في التعاملات التجارية والاقتصادية التي كان لها الأثر المباشر في تبادل الخبرات الحياتية والاجتماعية التي حرص الأجداد على تعزيزها وتنميتها وباتت تشكل منهجاً راسخاً في رؤية قيادة الإمارات الرشيدة التي أضافت إليها الأداء النوعي الذي يميز مكانة الدولة المرموقة على مستوى العالم في الجوانب الإنسانية والثقافية».
وهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها الإشادة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها البناء في دعم الجهود الإنمائية والإنسانية على الصعيد الدولي، وفي تعزيز ثقافة التسامح والتعايش على الصعيدين الإقليمي والدولي، فالإمارات باتت منارة للتسامح والتعايش، يعيش على أراضيها أناس ينتمون إلى مختلف الأعراق والمذاهب والأديان، يمارسون حرياتهم الدينية ويقيمون شعائرهم، وبروح التسامح والتعاضد، وهذا يفسر ما أشار إليه الدكتور حنيف حسن القاسم، بأن «الإمارات شكلت دوماً ملتقى للحضارات»، وبهذا فإن الإمارات تقدم صورة إيجابية وحضارية عن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف تنتشر فيها قيم المساواة والعدالة والتسامح، على عكس ما يروّج ظلماً عن الثقافة العربية والإسلامية بأنها مصدر التطرف والعنف في العالم.
لقد أصبحت الإمارات نموذجاً فريداً في التعايش بين الحضارات والثقافات المختلفة، وهذا لم يأت من فراغ وإنما نتاج مبادرات نوعية، وجهود متواصلة قامت وتقوم بها، ففي الداخل استطاعت أن تخلق نموذجاً للتعايش لأكثر من مائتي جنسية يعيشون على أراضيها في وئام وتفاهم كاملين، برغم الاختلافات فيما بينها في الثقافة والدين والعرق. وعلى المستوى الخارجي، تعمل الإمارات على تقديم الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف وتحريره من اختطاف المتطرفين له وتشويهه والإساءة إليه، وتعمل على إبراز الإسلام في صورته النقية البعيدة عن الشطط والغلو والتعصب، ونشر مبادئه وقيمه الإيجابية التي تعزز الأمن والاستقرار والتنمية في المجتمعات العربية والإسلامية، ومن أجل هذا تبنت مبادرة «مجلس حكماء المسلمين»، الذي يتصدى لأصحاب الأيديولوجيات المتطرفة التي تعصف بالعالم الإسلامي، فضلاً عن إنشاء المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف «هداية»، الذي يهدف إلى تنسيق الجهود مع المؤسسات المحلية والمنظمات الإقليمية والدولية من أجل بناء القدرات وتقديم برامج لمكافحة التطرف العنيف. كما أنها من ناحية ثالثة لا تألو جهداً في العمل على بناء أسس الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات والأديان والشعوب المختلفة على قاعدة التسامح والانفتاح بعيداً عن نزعات الصدام والتطرف والتعصب والعنف، ولهذا تترسخ صورتها يوماً بعد الآخر بأنها ملتقى للثقافات والأديان والحضارات المختلفة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية