أهداف التحركات التركية.. وشعلة الانفتاح الكندي «ذا فاينانشل تايمز» صحيفة «ذا فاينانشل تايمز» انتقدت ضمن افتتاحية عددها لأمس الثلاثاء الطموحات التركية في ساحات المعركة بسوريا والعراق، معتبرةً أنه إذا كانت لدى أنقرة أسباب للتخوف من التطلعات الكردية إلى دولة مستقلة، فإن مشاركة الجنود الأتراك في الموصل والرقة لن تعمل إلا على تعقيد جهود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من أجل طرد «داعش». وفي هذا السياق، أشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد دوراً في الهجوم على الموصل، في حين أن الحكومة العراقية تطالبه بسحب جنوده، وبالتوازي مع ذلك، تقوم تركيا والثوار الذين تدعمهم في مواجهة نظام بشار الأسد، في شمال غرب سوريا، بمقاتلة المليشيات الكردية السورية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي»، وهي المجموعة المفضلة من قبل البنتاجون لتحرير الرقة. وترى الصحيفة أن الرئيس التركي تحرِّكه ثلاثة أهداف: أولها هو استقطاب دعم القوميين المتشددين، وهو دعم يحتاجه من أجل عرض مخططه لرئاسة على النموذج الروسي على استفتاء شعبي، ربما في الربيع المقبل، وذلك من خلال اللغة التي يستعملها لتأكيد حقه في المشاركة في معركة الموصل، والتي تذكِّر بمطالب تركية قديمة بأراضٍ كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، والهدف الثاني هو وقف أي تقدم ميداني لـ«حزب العمال الكردستاني» ونظيره السوري، «حزب الاتحاد الديموقراطي». أما الهدف الثالث فهو استعراض تركيا لعضلاتها وتأكيدها على تفوقها العسكري، في الداخل والخارج. الصحيفة اعتبرت أن «سياسة أردوغان المتهورة وتصريحاته الغريبة» ليست أعمال حليف يمكن الاعتماد عليه، وإذ شددت على أن لدى تركيا الحق في أن تتوقع الولاء من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي أن تطالبهما بتوضيح حدود دعمهما للطموحات الكردية بالنظر إلى التحالف الذي يربطهما، فإنها ترى أن ما يقوم به أردوغان هو «إخضاع كل شيء لرغبته في حكمٍ رئاسي لا يخضع لقيود»، وهو ما قد تكون محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي قد جعلته في متناوله الآن، كما تقول. «ذا جارديان» صحيفة «ذا جارديان» انتقدت، ضمن افتتاحية عددها لأمس الثلاثاء، سلوك روسيا على الساحة الدولية، لكنها شددت بالمقابل على أن الرد الغربي ينبغي ألا يكون عدائياً ولا متراخياً، وإنما ينبغي أن يكون قائماً على «الوحدة بين جانبي الأطلسي»، وحسب الصحيفة فإن الكريملن يعتقد أن الوقت قد حان للسعي وراء شكل من أشكال الانتقام من الغرب، بسبب «إذلاله» لروسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. والحال أن الرؤية الروسية تهمل حقيقة أن انهيار الاقتصاد الروسي في التسعينيات، وما أعقبه من توسع لـ«الناتو» وللاتحاد الأوروبي، إنما نتج عن عقود من سوء الإدارة الشيوعية، مقابل تطلعات مشروعة لدول وشعوب، وإذ لفتت إلى أن الحديث عن مواجهة نووية أصبح متداولاً بكثرة في روسيا، خلال الآونة الأخيرة، فهي ترى أن ذلك إنما يشير إلى الحاجة لتجديد وسائل الردع الغربية، مشددةً على أن الحرص على حماية الحلفاء الأوروبيين الشرقيين ليس استفزازاً، وأن نشر «الناتو» لأنظمة صواريخ في منطقة البلطيق وبولندا إنما هو رد فعل على النزعة الروسية إلى التدخل العسكري، وليس سبباً لها، كما اعتبرت أن أفضل طريقة لثني روسيا عن مزيد من التدخلات الهادفة إلى تغيير الوضع القائم، هي التشديد على أن الخطوط الحمراء سيتم الدفاع عنها بكل حزم. أما فيما يخص روسيا، فترى أنه يجدر بالأوروبيين صياغة رد مشترك على السياسات الروسية الخارجية. وبشكل عام، ترى أن الضغط على روسيا يجب أن يمارس متى وأينما كان القيام بذلك ذكياً وفعالاً. غير أنها تؤكد بأن هذا لا يعني أنه ينبغي عزل روسيا، ولا نبذ زعيمها كلياً. بل المهم، كما تقول، هو اللغة، حيث ترى أن الحديث عن روسيا باعتبارها «شريكاً» لم يعد مطابقاً للواقع، وأضافت أنه إذا كان الزعيم الروسي يعتقد أن الغرب ضعيف ومنافق ومنحل، فإن الجواب المناسب على المدى القصير هو إظهار الوحدة بين جانبي الأطلسي، مشددةً على أن الحوار مع روسيا ينبغي أن يكون مشفوعاً بتأثير ذكي، تأثير ليس عدائياً ولا متراخياً. «ذي إيكونوميست» مجلة «ذي إكونوميست» اعتبرت، ضمن افتتاحية عددها لهذا الأسبوع، أن كندا، والتي أفردت لها ملفاً خاصاً، تتميز عن بقية الدول الغربية باعتبارها الأجدر حالياً على حمل شعلة الانفتاح في الغرب، وذلك لانفتاحها وتمسكها بالقيم الليبرالية، معتبرةً أن لديها دروساً عديدة كي تقدمها لبقية الغرب، فكندا تبدو نقطة الضوء في صورة قاتمة للغرب اليوم، وفق المجلة، إذ تستقبل 300 ألف مهاجر كل سنة، وهو ما يعادل قرابة 1 في المئة من سكانها، علماً بأنها تقوم بذلك منذ عقدين من الزمن، كما قام رئيس وزرائها، جاستن تريدو، بقبول نحو 33 ألف لاجئ سوري، وهو عدد أكبر بكثير من الرقم الذي قررت أميركا استقباله من السوريين. وعلاوة على ذلك، تضيف «ذي إيكونوميست»، فإن كندا تظل واحدة من أشد المنافحين عن التجارة الحرة. المجلة تعترف بأن كندا ما زالت تواجه جملة من التحديات التي تغذي الشعبوية في بلدان غنية أخرى؛ مثل تراجع الوظائف في المجال الصناعي، وركود المداخيل بالنسبة لمعظم مواطنيها، وازدياد التفاوت الاجتماعي، وتقلص الطبقة المتوسطة، والتخوف من إرهاب الحركات الإسلامية المتطرفة، غير أنه على الرغم من كل هذه المشاكل، تقول المجلة، فإن كندا لا تبدو أنها تنجر إلى الانغلاق وعزل نفسها عن العالم. وختمت المجلة افتتاحيتها بالقول إن كندا أبعد ما تكون عن المثالية، فهي ما زالت اقتصاداً أكثر فقراً وأقل إنتاجية وأقل ابتكاراً من الاقتصاد الأميركي، غير أن العالم مدين لها في الوقت الراهن بالعرفان لأنها تذكِّره بما قد ينساه كثير من الناس: إن التسامح والانفتاح مصدران للأمن والرخاء، وليسا تهديداً لهما. إعداد: محمد وقيف