على امتداد المناظرة الأولى بين المرشحين الرئاسيين الأميركيين الأوفر حظاً، بدت هيلاري كلينتون كما لو أنها تقرأ مباشرة من نص معد سلفاً، لكنها احتفظت بتركيزها واستطاعت إثبات أنها محنكة وحصيفة، وشمل الهدوء واللطف ورباطة الجأش هيلاري على امتداد المناظرة، بينما بدا ترامب قلقاً ويفتقر للتركيز وغير مستقر وعصبياً إلى حدما. وانتقل ترامب من الدفاع عن صفقاته الاقتصادية إلى حديث غير منطقي تضمن الإشارة إلى أحد قراصنة الكمبيوتر يزن 400 رطل. وفيما يبدو، كانت هيلاري تعد لهذه المناظرة منذ أن كانت في المدرسة العليا، لكن ترامب لم يستعد لها بالمرة. وفي المناظرة التالية، ربما تقدم هيلاري أكثر من مجرد الكلمات الطنانة والمقترحات المبتذلة، وقد يستوعب ترامب قيمة ذكر بعض الحقائق. ومن حيث الأسلوب، كانت الدقائق الست والثمانين الأخيرة من المناظرة تشبه الدقائق الأربع الأولى. فقد مضت هيلاري في طريقها تتلو الحقائق المنتقاة بعناية، بينما كرر ترامب عباراته. وحظي ترامب ببعض لحظات الفوز، لكنه لم يُظهر عمقاً كافياً. وتأثير المناظرة على شعبية هيلاري هامشي فيما أعتقد، فإذا كان المرء تروقه هيلاري قبل المناظرة فقد أصبحت تروقه الآن أكثر. وإذا كان لدى المرء شكوك بشأن ترامب، فإن المرشح الجمهوري لم يهدئ هذه الشكوك في المناظرة. ولو كان المرء من أنصار ترامب، فهو مضطر للاعتراف بأن ترامب لم يحسن استغلال المناظرة. ترامب لم ينتهز الثغرات ولم يتفاد الضربات، ولم يستخدم كلمة «التغيير» قط، ولم يحمل على هيلاري فيما يتعلق بفضيحة بريدها الإلكتروني، ولم يتطرق لقضية مؤسسة كلينتون أو نزاهة هيلاري المشتبه بها. وكان غير دقيق، وقد أضاع فرصاً كثيرة، لكني لا أعتقد أن هيلاري غيرت آراء كثيرين. ولو كانت هذه المناظرة بين هيلاري ومرشح آخر من الذين نافسوا على ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية، لكان قد سحقها. إيد روجرز مستشار سياسي وخبير في الحملات الانتخابية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»