روسيا وعملية السلام
لم يتمكن الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري من إحراز أي تقدم في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. واليوم، يرغب الرئيس بوتين في المحاولة. فيوم الخميس، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين وافقوا «مبدئياً» على الالتقاء في موسكو.
والواقع أنه لا يوجد تاريخ محدد ولا أجندة للقاء، وإنْ كانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن الزعيمين اتفقا على تاريخ. كما أنها ليست المرة الأولى خلال الأيام الأخيرة التي تحاول فيها موسكو رعاية المحادثات. فيوم الثلاثاء، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل طلبت إرجاء لقاء كان مقررا هذا الأسبوع.
وإذا كُتب لهذا اللقاء أن يتم بالفعل، فمن شأن مفاوضات إسرائيلية فلسطينية جديدة أن تمنح بوتين فرصة للنجاح حيث فشل أوباما، وإنْ كان من غير الواضح ما إذا كان الجانبان سيستطيعان التغلب على عقود من الخلافات الحادة.
ولابد أن توقيت إعلان موسكو غير مريح بالنسبة لكيري، الذي التقى الخميس مع نظيره الروسي لافروف في جنيف لمحاولة الاتفاق على سلام في سوريا. فكيري كان من أشد المدافعين عن مفاوضات سلام جديدة في 2013 و2014، لكنه فشل.
وكانت هذه الجهود خفتت عندما طالب الرئيس الفلسطيني إسرائيل بوقف الاستيطان. كما دعا عباس إسرائيل لتنفيذ وعد بالإفراج عن الأسرى كانت قد قدمته خلال مفاوضات سابقة. لكن نتنياهو، الذي تربطه علاقة باردة بأوباما، رفض فأُجهضت المفاوضات.
وإذا كُتب للقاء موسكو أن يتم، فسيكون أحدث جهد روسي لاكتساب النفوذ في الشرق الأوسط. فالأسبوع الماضي وقِّع اتفاق بين روسيا والسعودية لإرساء استقرار أسواق النفط. والعام الماضي، بدأ بوتين إرسال طائرات نفاثة وأسلحة وجنود إلى سوريا لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد.
وبالعودة لمفاوضات السلام، ف«أهم شيء هو اختيار التوقيت المناسب»، هكذا قالت زاخاروفا للصحافيين، مضيفة أن «اتصالات مكثفة تجري بهذا الخصوص».
ديفيد فرانسيس
محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»