ازدراء ترامب للجيش!
لو تمكنا من مقارنة مرشحي الرئاسة الأميركية، وخططهما للجيش، والمتقاعدين، والشؤون الوطنية، لكان أمراً جيداً. ولو أننا أسدينا النصح لقناة «إن بي سي» حول تنسيق المنتدى الذي أطلقت عليه اسم «القائد الأعلى للقوات المسلحة»، لربما خرج بصورة أفضل ليلة الأربعاء الماضي. لكن لا شيء من هذه الموضوعات يبدو مستحيلاً بقدر حقيقة مجردة هي أن المرشح «الجمهوري» أظهر مرة أخرى أنه غير مؤهل تماماً ليكون رئيساً.
وقلما وصلت إجابات «دونالد ترامب» ليلة الأربعاء إلى مستوى «خاطئة»، لأن معظم ما قاله لم يتعدَ كونه «هراء وكلاماً غامضاً غير متسق».
فعلى سبيل المثال، عندما ندقق في «إجاباته» حول ما يبدو تناقضات في «موقفه» بشأن «داعش»، لم يستطع شرح فكرته الجديدة حول مطالبة «جنرالات» الجيش الأميركي بخطة لهزيمة التنظيم الإرهابي. ولم يتمكن من تفسير كيف ستجدي خطته السرية القديمة، أو لماذا يزعم أنه يعرف عن «داعش» أكثر من الجنرالات الأميركيين.
والحقيقة أنه لم يقل أي شيء على الإطلاق ليوضح أنه يعرف أي شيء عما يفعله هؤلاء الجنرالات أو ما يفعله الرؤساء، أو أي شيء آخر.
ولا يزال ترامب يقول «خذوا النفط»، كحل مقترح بشأن ما ينبغي على واشنطن فعله في العراق. وعند الاعتراض عليه، فسّر ذلك بأن العراق لديه كثير من «النفط». لكنه لم يدلنا على تكلفة حماية ذلك «النفط» من الأرواح والدولارات، أو كيف سترد الدول الأخرى في المنطقة والحلفاء في أماكن أخرى، إذا تصرفت الولايات المتحدة ك«قوة استعمارية»، تسرق موارد الدول التي تغزوها.
وعندما سئل عن الاعتداءات الجنسية في الجيش الأميركي، قال «إنها حقاً مشكلة كبيرة»، ودافع عن ادعائه السابق بأنه ناجم عن وجود رجال ونساء في الجيش سوياً. ثم تحدث عن إنشاء محاكم في الجيش للتعامل مع حالات الاعتداء.. حقاً إنها مشكلة كبيرة.. لكن هذه المحاكم موجودة بالفعل!
جوناثان بيرنشتاين*
*محلل سياسي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»