عندما تقرأ صحيفة مثل «نيويورك تايمز قد يتبادر إلى ذهنك أنه ما من أحد تقريباً قد أيد دونالد ترامب. آهٍ! ربما يرجع ذلك إلى أن صحيفة»مخادعة على نحو مثير للتقزز.«- على حد وصف ترامب نفسه. ولكن الحقيقة أن ترامب قد اجتذب بالفعل، طيفاً واسعاً من التأييد الذي ربما لم ينل الاهتمام الكافي. فهو قد نال تأييداً من الإرهابيين، على سبيل المثال. فقد كتب أحد المؤيدين ل»داعش«في تدوينة له باللغة العربية على أحد المواقع» أبتهل إلى الله أن يُسلِم أميركا إلى ترامب«، كما استشهدت مجلة «فورين آفيرز» الذائعة الصيت بتصريحات لجهاديين فحواها أن ترامب سيقول ويفعل أشياء مخبولة، سوف تنتهي به في نهاية المطاف إلى مساعدة الجماعات الإرهابية. كما قال مؤيدون لداعش إنهم يأملون أن يكون ترامب سبباً كافياً في تدمير أميركا ذاتها، وأن وصوله للبيت الأبيض بأي ثمن يجب أن يكون أولوية للمجاهدين. وترامب لم يحظ بالتأييد من جانب الإرهابيين فقط، وإنما من جانب الدول الوطنية أيضاً. فقد قال كاتب عمود في مجلة دعائية كورية جنوبية هي DPRK، إن ترامب ليس رجلاً جاهلا، ومعتوهاً، وخشن الحديث كما يقولون، وإنما هو في الحقيقة سياسي حكيم. ووافقت المجلة على تهديدات ترامب، بسحب القوات الأميركية الموجودة في كوريا الجنوبية وقالت:» من كان يعرف أن شعار(أيها اليانكي عودوا إلى وطنكم) سيتحقق على هذا النحو؟«. وهناك أيضاً روسيا التي لا تبدو أنها تساند ترامب فقط، وإنما تعمل أيضاً على تسريب بريد إلكتروني مسروق لإلحاق الأذى ب«الديمقراطيين»، ليس هذا فحسب بل إن هناك مخاوف أيضاً من أن تتلاعب روسيا بالأنظمة الانتخابية الأميركية، أو تسرب مواد مسروقة، أو مزورة لمحاولة التأثير على الانتخابات. على المنوال نفسه، نجد أن الكثير من القادة الصينيين سيودون بكل تأكيد أن يفوز ترامب بالانتخابات، فوفقا ل«شينج لي» خبير السياسات الصينية بمعهد بروكينجز، الذي يؤكد أن الشيء الظاهر هو أن القادة الصينيين يعتقدون أن ترامب إذا ما أصبح رئيساً للولايات المتحدة، سيقوم بإدارة شؤون السياسة الخارجية الأميركية، والعلاقات مع الحلفاء على نحو سيئ، الأمر الذي سيؤدي إلى تقليص النفوذ الأميركي، وخلق مساحة أوسع للحركة للصين كنتيجة لذلك.. على المنوال نفسه، نجد أن ترامب لا يحظى بدعم من جانب الحزب«الجمهوري»، كما لا يحظى بدعم أيضاً من جانب «حزب الحرية الأميركي»، وهو منظمة قومية بيضاء. ويقول «بوب ويتيكر»، الذي كان حتى الربيع الماضي هو المرشح الرئاسي لهذا الحزب، وكان يخوض حملة تحت شعار:«التنوع هو كلمة السر للمذبحة البيضاء»:«إن حملة ترامب قد تذكر الأميركيين، أن جميع المذابح، حتى تلك التي تمارس ضد البيض، هي شر محض». أما موقف الحزب النازي الأميركي فهو أكثر تعقيداً لحد ما. فقد تنبأ»روكي سوهايدا«رئيس الحزب أن ترامب سيفوز، وأن فوزه هذه سيمثل» فرصة حقيقة لأشخاص مثل القوميين البيض«ولكن، ونتيجة لخشيته من أن يترتب على تأييد الحزب النازي لترامب نتائج عكسية، قام بإنكار تقارير قالت إنه قد أيد ترامب في برنامج يقدمه في الإذاعة. ترامب يحظى بدعم عشرات الملايين من الأميركيين، بما في ذلك- وإن على مضض- قيادات»جمهورية«مثل»بول رايان«، و»ميتش أونيل«، و»جون ماكين«. ولكن هناك عنصرا واحدا يجعلنا نصف هذه الانتخابات بأنها» مذهلة، يتمثل في الكيفية التي رفض بها «جمهوريون» بارزون، تأييد مرشحهم، وقيام بعضهم الآخر بوصفه أنه «معتوه»، و«متعصب»، وليس لديه «مبادئ جوهرية أكثر من تلك التي تتضمنها أي زيجة من زيجات كيم كارديشان». ولكن ربما يكون الشيء الأكثر تنويراً من كل ذلك، هو الحشد الذي يؤيد ترامب. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»