الصحافة الدولية
التدخل التركي في سوريا.. والعلاقات الصينية الكندية
«ذا هيندو»
صحيفة «ذا هيندو» الهندية انتقدت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس التوغل التركي في سوريا، معتبرةً أنه يفتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية المعقدة أصلاً. وتقول الصحيفة إن تركيا ولاعبين إقليميين آخرين كانوا دائماً لاعبين نشطين في النزاع السوري منذ 2011، غير أنها المرة الأولى التي يقدم فيها أحدهم على إرسال جيشه إلى سوريا للقتال. وكانت تركيا أعلنت أن الهدف من دخول مدينة جرابلس الحدودية هو محاربة «داعش»، لكن الصحيفة تؤكد أن الهدف الحقيقي للقوات التركية هو المليشيات الكردية، مشيرةً إلى أن «داعش» كان نشطاً في جرابلس منذ 2013 وكان يستعمل المدينة كطريق إمدادات رئيسي، مضيفة أن تركيا بشكل عام تجاهلت خلال السنوات القليلة الماضية أنشطة «داعش» على الجانب السوري من الحدود ولم تتحرك إلا بعد أن انتزعت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على منبج، وهي مدينة أخرى قريبة من الحدود، من «داعش».
وحسب الصحيفة، فإن تركيا لديها هاجسان رئيسيان، الأول هو أنه إذا خسرت إمكانية عبور الحدود إلى سوريا، فإن الثوار المدعومين من أنقرة سيصبحون في وضع أضعف في الحرب الأهلية السورية، الأمر الذي سيعرِّض المخططات التركية حول مستقبل سوريا للخطر، والثاني هو أنه إذا سمحت للمليشيات الكردية بتعزيز وجودها في «كردستان السوري» الذي سيتمتع بشبه حكم ذاتي، فإن ذلك سيطرح تهديداً استراتيجياً مباشراً لتركيا، بالنظر للروابط القوية بين الأكراد السوريين ونظرائهم الأتراك الذين يخوضون حرباً مع أنقرة. ولهذا، تقول الصحيفة، فإن تركيا تريد وقف الزخم الكردي، غير أن الصحيفة ترى أن هذه الخطوة تمثل منعطفاً خطيراً للأحداث، وتقول إن الأكراد أظهروا أنهم القوة البرية الأكثر فعالية ضد «داعش». فكل البلدات الحدودية الكبيرة التي يسيطرون عليها، مثل كوباني وتل أبيض ومنبج، استرجعت من «داعش» بعد معارك برية دموية طويلة، مؤكدةً أن تراجع «داعش» بدأ مع انهزامه على أيدي الأكراد في كوباني. وإلى ذلك، تضيف الصحيفة، فإن التوغل التركي سيزيد الحرب الأهلية السورية تعقيداً، إذ بالنظر إلى تاريخهم القتالي الأخير، فإن الأكراد لن يتخلوا عن مواقعهم بسهولة. وهذا يعني أنه إذا واصلت تركيا هذه العملية، تقول الصحيفة، فإن المدن الحدودية قد تشهد جولة أخرى من القتال، ما يجعل مهمة إيجاد حل للنزاع السوري أكثر صعوبة.
«ذا جابان تايمز»
صحيفة «ذا جابان تايمز» اليابانية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على توقيع الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية «فارك» الأسبوع الماضي اتفاق سلام تاريخياً ينهي أكثر من خمسة عقود من الحرب الأهلية. الاتفاق يعد تتويجاً لقرابة أربع سنوات من المفاوضات الصعبة التي لعبت فيها كوبا دوراً رئيسياً من خلال وساطتها الناجحة بين الجانبين، ويتضمن جدولاً زمنياً مفصلاً يحدِّد الخطوات اللازمة لوقف النزاع الدموي بشكل فعلي، لكن الصحيفة تقول إن مصيره معلق الآن بيد الشعب الكولومبي من أجل المصادقة عليه، ولئن كانت الموافقة على الاتفاق ليست مضمونة بالنظر إلى مشاعر المرارة التي ما زالت تنتاب جزءاً من المجتمع الكولومبي، تقول الصحيفة، فإن الاتفاق يفترض أن يمرر. الصحيفة تشير إلى أن القتال الطويل بين الطرفين تخللته محاولات للتوصل لاتفاق سلام، أبرزها تلك التي تمت في 1984، عندما اتفق الطرفان على وقف لإطلاق النار قضى بالإفراج عن متمردين مسجونين، غير أن تلك الهدنة انهارت بعد ستة أعوام عندما قتلت هجمات حكومية أعداداً كبيرة من المقاتلين السابقين، كما كانت ثمة محاولة أخرى عام 2002، عندما عرض الرئيس الكولومبي على المليشيا جزءاً من البلاد يعادل مساحة سويسرا، لكن تلك المحاولة باءت بالفشل أيضاً عندما حاول المتمردون تعزيز موقفهم التفاوضي عبر شن هجمات.
وتقول الصحيفة إن البلاد ستصوِّت حول الاتفاق الموقع في الثاني من أكتوبر المقبل، مضيفةً أنه إذا كان الكولومبيون قد ضاقوا ذرعاً بالحرب، فإن نهايتها ليست مضمونة تماماً، ذلك أن الرئيس خوان مانويل سانتوس لا يحظى بشعبية واسعة، وهناك مشاعر غضب كبيرة تجاه «فارك» بسبب الوحشية التي خاضت بها الحرب وأنشطتها الإجرامية، كما أن الكثير من الكولومبيين يشعرون بأن المقاتلين سيفلتون من العقاب، واستطلاعات الرأي تظهر انقساماً كبيراً حول هذا الاتفاق.
«تشاينا دايلي»
ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس، علّقت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية على العلاقات بين بكين وأوتاوا في ضوء الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى الصين على مدى ثمانية أيام ويسعى خلالها إلى إعطاء انطلاقة جديدة لعلاقات «مهمة» عرفت الكثير من المد والجزر في عهد سلفه. ترودو وصف الزيارة بأنها «فرصة» لبناء علاقات ميتنة على المدى الطويل مع الصين، بعد «العلاقات غير المستقرة» التي كانت قائمة في عهد حكومة ستيفان هاربر السابقة، والتي قال إنها كانت «تتبدل وفقاً للمواضيع والأيام». إلى ذلك، تحدثت الصحيفة عن الاهتمام الذي أبدته كندا بالانضمام إلى «بنك استثمار البنى التحتية الآسيوي» الذي تقوده الصين، حيث قال ترودو إن حكومته «تنظر على نحو إيجابي» إلى إمكانية الانضمام إلى البنك عندما التقى مع زعماء المال والأعمال الصينيين يوم الثلاثاء، مشيراً إلى إيمان إدارته القوي بـ«أهمية الاستثمار في البنى التحتية». ويوم الأربعاء، تقول الصحيفة، أكد وزير المالية الكندي بيل مورنو أن بلده سيتقدم بطلب الانضمام إلى البنك، وترى الصحيفة أنه بإمكان كندا أن تستفيد كثيراً من عضوية «بنك استثمار البنى التحتية الآسيوي» الذي يعتزم استثمار 100 مليار دولار في البنية التحتية عبر المنطقة، ذلك أن الانضمام إلى البنك يمكن أن يشكّل وسيلة بالنسبة لكندا لإعادة بناء الثقة مع الصين، الأمر الذي، إنْ تحقق، سيمثّل «بداية لعهد جديد من التعاون الإيجابي» الذي يأمل ترودو أن يقوّيه مع ثاني أكبر شريك تجاري لكندا في العالم.
إعداد: محمد وقيف