أصبح المترشح «الجمهوري» دونالد ترامب الآن مولعاً بوصف منافسه المترشح بن كارسون بأنه «حالة مرَضية»، مستنداً إلى رواية الأخير عن سيرته الذاتية وحالته المزاجية أثناء شبابه. ثم قفز بعد ذلك أكثر، وقارن حالته المرضية بعرَض غير قابل للشفاء. وقد جاء هذا في لقاء لـ«ترامب» في ولاية «أيوا». وقد كنا نعتقد أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول، ولكن «ترامب» أخذ الآن يتهم الناخبين في «أيوا» بأنهم، في الجوهر، فاشلون. واستشهد برواية كارسون عن هجومه بسكين وهو في سن المراهقة، قائلاً: «ما أغبى سكان أيوا، ما أغبى سكان أرض تصدق هذه الحماقة» إنها طريقة فريدة لحشد الناخبين. إنني لست من المؤيدين لمن يعطون نصائح لذوي الاضطرابات النفسية بدون دراية علمية بالمرض، أو أولئك الذين يصفون الخطاب السياسي بأنه غير مقبول نتيجة للمرض النفسي! عليك أن تحكم بنفسك وتصف كيفما شئت أداء «ترامب» في «أيوا» يوم الخميس الماضي. وفي تقرير لها، رسمت صحيفة «واشنطن بوست» صورة حية لما جرى: «كان صوته أجش ولهجته دفاعية. وقد وعد بأخذ أسئلة من الحضور ولكنه بدلاً من ذلك أطلق نوبة من التبجّح استمرت 95 دقيقة، عوضاً عن 40 دقيقة كالمعتاد، وكانت تبدو في بعض الأحيان وكأنها مونولوج لشخص يصارع لشرح أسباب ترشحه للرئاسة، وما إذا كان ذلك يستحق أم لا. وحتى بالنسبة لمرشح ذي أسلوب مليء بالمفاجآت، كان الخطاب مفاجئاً تماماً». ومضت الصحيفة: «كما سخر من أولئك الذين اتهموه بعدم فهم السياسة الخارجية، قائلاً إنه يعرف عن إرهابيي «داعش» أكثر مما يعرف الجنرالات». وقد أشيد به لتنبئه بتهديد أسامة بن لادن، وبأنه كان محقاً فيما يتعلق «بوضع الطفل الذي ولد في الولايات المتحدة من أم أجنبية»، وهو الموقف الذي قال عنه «هؤلاء العباقرة العظماء من كلية الحقوق بجامعة هارفارد عادوا الآن». وتلفظ بكلمة غير لائقة على الأقل ثلاث مرات ووعد بتفجير حقول النفط في العراق للقضاء على مصدر تمويل الإرهابيين. كما وقع كتاباً لأحد الشباب الحاضرين قائلًا له «إنني أحبك». وقال «ترامب» عن منافسته الجمهورية كارلي فيورينا: كارلي أياً كان اسمها «اتهمت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بأنها تلعب بورقة المرأة»! وقال عن السيناتور الجمهوري «ماركو روبيو» وهو مترشح منافس إنه «ضعيف وطفل». وخصص أكثر من 10 دقائق للهجوم بغضب على منافسه الرئيسي بن كارسون، قائلاً إن الطبيب المتقاعد يعاني «اضطراباً نفسياً» لا شفاء منه. ولم يكن «ترامب» ذو الأسلوب الفكاهي كالمعتاد هو الذي ظهر مساء الخميس أمام جمهور يقارب الـ1500 شخص بمدينة «فورت دودج» الصناعية الصغيرة. وبعدما تواصل الخطاب لفترة طويلة، تضاءل التصفيق وأصبح أقل حيوية. وبينما هاجم «ترامب» المترشح كارسون مستخدماً لغة مشخصنة، أصبح الحضور أكثر هدوءاً، والقليل كانوا يهزون رؤوسهم. وقد وُصف ترشح «ترامب» كمستوى جديد من تليفزيون الواقع. إننا ندخل مستوى جديدا من «حالة ترامب». وأعتقد أنه يخسر وكذلك الجمهور. وسنرى ما إذا كان من الممكن أن يصبح حتى مؤيدوه غير مرتاحين بهذه العروض التي يقدمها. ------------ جنيفر روبين محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»