ملامح الصحافة الدولية
مغامرة موسكو في سوريا.. ودحر «داعش» ليس هدفاً لـ«الأسد»
إعداد: طه حسيب
«ذي موسكو تايمز»
في مقاله المنشور يوم الخميس الماضي بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية، وتحت عنوان «ما هي الأمور التي قد تسوء جراء المغامرة الروسية في سوريا؟»، أشار «مارك جالوتي» أستاذ الشؤون الدولية بجامعة نيويورك، إلى أنه بعد مغامرة الكريملن الجديدة في سوريا، فإنه سرعان ما ستجد موسكو أنها فقدت زمام المبادرة وستواجه سلسلة من المخاطر ومن الخيارات البغيضة. وكي تؤكد موسكو حربها ضد «داعش» وغيرها من القوى المتمردة، بالطريقة التي تريدها روسيا، فإنها نشرت طائرات وأطلقت صواريخ بعيدة المدى، لكن القوات النظامية السورية ومقاتلي «حزب الله» والميليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد هي التي تخوض الحرب، وتنقل المعركة إلى أرض العدو. وفي عصر الحرب اللانظامية، يتم البحث عن وسائل غير متوقعة كي تزيد من قوة الطرف الذي يشن الحرب، وليس زيادة قوة الخصم. روسيا أرسلت كتيبة من مشاة البحرية إلى سوريا، كي لا تعتمد القوات الروسية على عناصر سورية محلية في تأمين وجودها العسكري، لكن - وفق التجربة الأميركية في كلفة التدخل العسكري - من المستحيل ضمان الأمن في مواجهة أعداء لديهم رغبة في الموت في سبيل قضيتهم. روسيا فقدت جندياً في سوريا في ظروف غامضة، كما تعرضت سفارتها في دمشق لهجوم، ويبدو أن هذه هي البداية، وسيجد المتمردون وسائل جديدة لمواجهة الروس في سوريا كالهجمات الانتحارية ضد السفن التي تقوم بإنزال المؤن العسكرية الروسية في مدينة اللاذقية. ويطرح الكاتب تساؤلاً مؤداه: ماذا ستفعل موسكو، إذا تحولت حربها إلى حرب قذرة؟ ومن الذي قرر أن قوات المعارضة السورية، التي تقاتل نظام بشار الذي يسيطر على الأجواء السورية ويمطرهم بقنابل لا تميز بين المدنيين والمقاتلين، هذه القوات المعارضة هل ستُهزم بمجرد أن روسيا أرسلت إلى سوريا 30 طائرة مقاتلة. قد تقبل موسكو أنه في ظل الحرب قد تقع خسارة، وتتشبث باستراتيجيتها، وربما هذا هو أصعب موقف لأي حكومة، وهو الموقف الذي تقول فيه إن لكل فعل رد فعل. ومن غير المحتمل أن يؤدي الوجود العسكري الروسي في سوريا إلى منع تراجع قوات بشار الأسد، لأنه عند نقطة معينة سيكون من الصعب أن تسيطر هذه القوات على الأمور، وساعتها، هل يختار بوتين الحد من هذه الخسارة؟ ربما يتجه الرئيس الروسي إلى إنعاش مغامرته في سوريا أمام الداخل الروسي كي يصرف انتباه مواطنيه عن انسحاب تدريجي محتمل من منطقة «دونباس» الأوكرانية؟ لكن كم هي الحروب التي سيخسرها الرئيس الروسي؟ ويتوقع الكاتب أن تكون نتيجة التدخل الروسي شبيهة بتدخلات تخوضها قوى واثقة من نفسها، لكنها تجد نفسها متورطة في حروب لا تسير حسبما هو مخطط لها، ومن ثم تقوم باستدعاء المزيد من القوات إلى مكان التدخل. ويرى الكاتب أن روسيا مقتنعة بأن الوضع في سوريا يشبه السنوات الأولى من التدخل السوفييتي في أفغانستان، أي أن تدمير قرى قليلة سيخيف المتمردين. وإذا كان الكريملن يتوق للظهور أمام شعبه والعالم الخارجي كقوة عظمى لا تُقهر، فإنه من الصعب معرفة كيف يتفادى الكريملن ما وصفه الكاتب بدائرة مفرغة من التصعيد.
«ذي كوريا هيرالد»
تحت عنوان «طريق الأسد المسدود وطريقه إلى الأمام»، استنتج «برنارد هنري ليفي» مؤسس حركة «الفلاسفة الجدد»، في مقاله المنشور بـ«ذي كوريا هيرالد» أمس الاثنين، أن بشار الأسد أوجد الوحش الذي يدعي الآن أنه يقاتله، في إشارة إلى «داعش»، ما يعني أنه يجب ألا يكون حليفاً محتملاً في الحرب على التنظيم. وليس للأسد مصلحة في الانتصار على «داعش»، فالرجل الذي يقدم نفسه وكأنه ملاذ وحصن الحضارة الوحيد في مواجهة «داعش» هو آخر رجل في العالم يرغب في وضع نهاية لهذا التنظيم الإرهابي.
«يوميري تشيمبيون»
في افتتاحيتها، وتحت عنوان «محادثات حول الدعم الياباني للقواعد الأميركية لابد وأن تتأسس على الثقة المتبادلة»، رأت «يوميري تشيمبيون» اليابانية أنه يتعين على طوكيو إجراء نقاشات هادئة مع واشنطن حول مخصصات ميزانية استضافة القوات الأميركية، للعام المالي 2016. الجانب الياباني أصر على تخفيض كبير في حصة اليابان من هذه الميزانية، وهي حصة تُعرف في اليابان بـ«ميزانية التعاطف» لكن الجانب الأميركي يرى أن النفقات التي يتم صرفها على القوات الأميركية المتمركزة في اليابان تتزايد بنسبة كبيرة. الحكومة اليابانية تريد الوصول إلى نتيجة عبر التفاوض مع الجانب الأميركي بنهاية العام الجاري، على أن تتم صياغة اتفاقية جديدة حول حصة اليابان في تمويل استضافة القوات الأميركية المنتشرة على أراضيها في دورة الانعقاد الجديدة لمجلس النواب الياباني «الدايت»، أي في العام المقبل. وحسب الصحيفة، كان أول ظهور لهذه الميزانية عام 1978، آنذاك تم توجيهها لتطوير وصيانة الوحدات السكنية الخاصة بالقوات، وذلك ضمن اتفاقية تشمل أيضاً تكلفة الإنارة والتدفئة، يتم تجديدها كل عامين أو خمسة أعوام. وحسب الصحيفة، فإن قيمة «ميزانية التعاطف» في عام 2015 بلغت 1.5 مليار دولار. والميزانية تم تخفيضها بعدما وصلت في عام 1999 إلى 2.2 مليار دولار. وتأمل الصحيفة في أن يتوصل الطرفان عبر المفاوضات إلى أرضية مشتركة، تستند إلى متانة التحالف القائم بينهما.
«تورونتو ستار»
تحت عنوان «تمويل الحرب على الفقر»، نشرت «تورونتو ستار» الكندية يوم الأحد الماضي افتتاحية، أشارت خلالها إلى أن مجلس مدينة تورونتو أقر استراتيجية لتخفيض الفقر تمتد لعشرين عاماً، لكن الاستراتيجية لم يتم تمويلها حتى الآن. وحسب الصحيفة، فإن «كريستين وونج تام» مستشارة المدينة على حق عندما ترى أن الالتزام بمكافحة الفقر سيدخل حيز التنفيذ في يناير 2016، أي عندما يتم اعتماد الميزانية، فالنوايا الطيبة لا تكفي، ولابد من تحويلها إلى أفعال على الأرض. وحسب الصحيفة، فإن إجراءات مكافحة الفقر في تورونتو المخصصة للعام المقبل، تتطلب حشد المزيد من الأموال، حيث تلقت المدينة خلال الأسبوع الماضي، تمويلاً قدره 39 مليون دولار، لتلبية أولويات منها: تجد وإصلاح المنازل المتنقلة والاستثمار في وحدات سكنية يتم استئجارها، وتسهيل امتلاك محدودي الدخل للمنازل. وترى الصحيفة أنه في مستهل الاستراتيجية التي ستمتد لعقدين، يتعين توزيع أموال إضافية، بحيث يتم توجيهها للإنفاق على برامج تغذية الطلاب، ومبادرات توظيف الشباب. وحسبما ورد في استراتيجية مكافحة الفقر، فإنه من غير المقبول في مدينة تنعم بالرخاء كتورونتو أن سكانها لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم من الغذاء والملابس والمأوى والمواصلات.