السيناتور الجمهوري الأميركي ماركو روبيو الذي يبدو أن لديه فرصة حقيقية للفوز بترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية، قال هذا الأسبوع إن فرض ضرائب على الكربون «لن يفعل شيئاً» لوقف تغير المناخ، قبل أن يضيف، حسب ما نقله «سكوت ليهاي» كاتب العمود بصحيفة «بوسطن جلوب»: «باعتراف أنصار الفكرة أنفسهم، فإنها لن تفعل شيئاً لتغيير بيئتنا. يمكنكم أن تسألوهم: عن حجم ارتفاع مستوى البحر الذي سيتم تلافيه إذا تم تمرير مشروع القانون، وسيجيبون: إنه لن يفعل أي شيء». وتصريح «روبيو» يطرح جملة من الأسئلة، لعل أهمها: لماذا يصدق سياسي مناصر للسوق الحر مثل «روبيو» منكري تغير المناخ؟ وألا يوافق على أنه عندما تفرض الحكومة ضرائب على شيء ما، فإن المجتمع ينتج كميات أقل من ذلك الشيء. ثم، ما الذي يقصده بالضبط عندما يقول إن فرض ضريبة كربون «لن يفعل شيئاً»؟ ربما يقصد «روبيو» أن فرض ضريبة على الكربون من شأنه أن يخفض من الانبعاثات، ولكن القيام بذلك لن يكون له أي تأثير على البيئة. والواقع أن «روبيو» ليس من منكري تغير المناخ. وبدلاً من ذلك، يبدو أنه مقتنع بأن تغير المناخ واقع حقيقي، وبأن البشر يلعبون دوراً ما في المساهمة فيه. والأرجح أن «روبيو» يقصد أن عمل الولايات المتحدة بمفردها لن يكون فعالاً وناجحاً. فقد قال في الشهر الماضي إن الولايات المتحدة غير قادرة على دفع دول أخرى إلى خفض انبعاثاتها، وبالتالي فإن أي جهد أميركي سيكون عديم الجدوى، إذ لن يكون له تأثير عالمي مهم على الكربون، هذا علاوة على أنه سيتسبب في الإضرار بالاقتصاد الأميركي. غير أنه بالنسبة لسياسي محافظ يدعو لسياسة خارجية قوية مثل «روبيو»، فإن ذلك غريب غرابة إنكار كون الضرائب تخفض الطلب على السلع والخدمات. ففي مارس الماضي، قال «روبيو» لمجلس العلاقات الخارجية: «إن السؤال الذي أمامنا ليس عما إن كان علينا أن نتزعم (العالم)، بل هو كيف نفعل ذلك في هذا القرن الجديد». وعليه، فإن موقف «روبيو» من ضريبة الكربون لا يتعارض فقط مع الأدلة الاقتصادية، ولكنه يتعارض أيضاً مع مبدأ أساسي لترشحه: أن الزعامة الأميركية وسيلة قوية للتأثير في العالم، وأن «روبيو» يعرف كيف يستعملها. كريستوفر فلافل معلق سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»