يُخشى أن يكون اثنا عشر مهاجراً يُعتقد أنهم من اللاجئين السوريين قد قضوا غرقاً قبالة سواحل جزيرة كوس اليونانية يوم الأربعاء بعد أن غرقت القوراب التي كانت تقلهم في البحر؛ ويأتي هذا بعد أن لفظ البحر عدداً من الجثث على شاطئ مدينة بودرم التركية السياحية والتي قد تكون لها علاقة بالكارثة. وبسرعة كبيرة انتشرت صور القتلى على وسائل التواصل الاجتماعي التركية انتشار النار في الهشيم، وتضمنت صوراً مؤلمة لجثث أطفال غرقى من اللاجئين. بعض هذه الصور يُظهر جثثاً هامدة لأطفال صغار ألقى بهم البحر على رمال الشاطئ. وفي صورة أخرى، نرى شرطياً يحمل جثة طفل صغير لفظها البحر. ولكن الصورة الأكثر إيلاماً ربما هي تلك الصورة المقربة لطفل صغير غريق تشبه صورة جثته الهامدة صورة طفل نائم، وهي صورة تناقلها مستعملو الإنترنت بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي. والواقع أنه من الصعب استيعاب حجم أزمة اللاجئين السوريين. ذلك أن حوالي 11 مليون شخص- أي زهاء نصف سكان سوريا- إما ماتوا أو اضطروا لترك ديارهم والفرار بأرواحهم منذ اندلاع النزاع السوري في 2011، حوالي 4 ملايين منهم أُرغموا على مغادرة البلاد. وفي هذا الصيف لوحده، أقدم عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين اليائسين على ركوب البحر والقيام برحلة العبور الخطيرة لشرق البحر الأبيض المتوسط؛ حيث يستقلون قوارب صغيرة لتنقلهم من تركيا إلى الجزر القريبة في اليونان –التي تمثل موطئ القدم الأول في الاتحاد الأوروبي – ومن هناك يُقدِمون على رحلة برية محفوفة بالمخاطر أحياناً نحو بلدان أوروبا الغربية. وقد أدى هذا التدفق الكبير للاجئين هذا العام إلى جدل محتدم في العواصم الأوروبية، واحتجاجات قوية من قبل البعض على يمين الطيف السياسي الأوروبي، وتدفق لأشكال مختلفة من الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن ومثلما أوضحت ذلك صحيفة واشنطن بوست في مقال لها مؤخراً، فعلى الرغم من هذا الاهتمام الدولي، فإن الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى تتحدث عن وجود نقص كبير في التمويل في وقت تكافح فيه لمساعدة ملايين النازحين السوريين. ولا شك أن الفوضى التي تعم سوريا حالياً، وفشل الأنظمة الدولية الموجودة في رعاية اللاجئين، صورتان ستظلان تخيمان على المشهد المؤلم والمحزن في شاطئ بودرم التركي. ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ محلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»