في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، سافرت بصحبة النائبين الجمهوريين «جون باراسو» و«توم كوتون»، إلى شرق أوكرانيا لملاقاة الرجال والنساء الشجعان الذين يقاتلون من أجل استرجاع حرية بلدهم والعمل من أجل مستقبلهم. وتصادف وصولي مع حلول يوم حزين نعى فيه المتطوعون الأوكرانيون إثنين من رفاقهم الشبّان اللذين قضيا بسقوط قذيفة مدفع روسية عليهما في اليوم السابق، وكانوا قد فقدوا صديقاً آخر قبل بضعة أيام، وأربعة آخرين في الأسبوع السابق. وكانت الرسالة التي يحملونها بالغة الوضوح بالنسبة لي ومفادها أن وقف إطلاق النار مع روسيا ليس إلا محض خيال، وأن المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لهم تعدّ حيوية لدرء المزيد من عمليات الغزو الروسي لوطنهم. وعلى طول خطوط الجبهة الأمامية، كانت قوات الانفصاليين المدعومة من روسيا لا تتوقف عن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار كل يوم بقذائف المدفعية الثقيلة والتقدم بالدبابات. وأصبحت حرب المدافع تشكل حدثاً روتينياً. ويعيش سكان المناطق الحدودية تحت رحمة رصاص القنّاصة والمناوشات التي لا تكاد تتوقف خلال الليل. وفيما أصبحت هذه الخروقات لوقف إطلاق النار تْحدث بشكل منتظم منذ التوقيع على «اتفاقية مينسك» في فبراير الماضي، قال قادة ميدانيون أوكرانيون إن عدد الهجمات بصواريخ «جراد» وقذائف المدفعية الثقيلة يزداد. ومنذ وقت طويل، كان بوسع القوات المسلحة الأوكرانية المدعومة بمقاتلين متطوعين إحكام سيطرتها على الأرض، وقد نجحت في تحقيق الكثير من النجاح دون الحاجة لدعم المدفعية الثقيلة والدبابات التي سُحبت من خط الجبهة تنفيذاً لبنود اتفاقية مينسك. لكن، إلى متى يمكن لهؤلاء الأوكرانيين الشجعان أن يلتزموا بالاتفاقية، التي تتجاهلها روسيا بكل وضوح؟ لقد حان الوقت لأنْ تدرك الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بأن اتفاقية مينسك قد فشلت، ولأنْ تتميز ردة فعلهم إزاء ما يحدث بأكثر من الكلام المنمّق الفارغ. ويشبّه القادة الأوكرانيون استراتيجية الرئيس بوتين بلعبة «باك- مان»، وهو الذي يلتهم الأرض الأوكرانية قطعة تلو الأخرى وبمساحات أصغر من أن تثير ردود أفعال عالمية قوية. وعند هذه النقطة بالذات، يجب أن تكون الأمور واضحة بالنسبة للجميع، وهي أن «بوتين» لا يريد التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، بل يريد الاستيلاء على أوكرانيا كلها بالإضافة لبقية الدول المجاورة لروسيا. وما من أحد في الغرب يتمنى عودة الحرب الباردة. إلا أن من واجبنا أن ندرك بأننا نجابه حاكم روسيا الذي يريد عودتها بالفعل. لقد ارتكب أوباما خطأ عندما ظنّ أن تزويد أوكرانيا بحاجتها من المساعدات والمعدات للدفاع عن نفسها سوف يستفزّ روسيا. وذلك لأن «بوتين» لا يحتاج إلى من يقدّم له الحجج حتى يقوم بغزو أوكرانيا ويبادر إلى ضمّ شبه جزيرة القرم. وبالطبع، ليس هناك حل عسكري للأزمة الأوكرانية، إلا أن هناك استعداد عسكري لابد من تحقيقه للوصول إلى الحل السياسي. وإذا ما حصل الأوكرانيون على المساعدة التي يحتاجونها، وزادت في مقابل ذلك النفقات العسكرية اللازمة للقوات الروسية، التي قامت بغزو البلد، فسوف يجد بوتين نفسه مجبراً على تحديد الزمن الذي يمكنه الصمود خلاله لمتابعة هذه الحرب التي سبق أن أعلن أمام شعبه بأنها غير قائمة أصلاً! وأنا أدعو كل من يعتقد بأن الحرب التي تخوضها أوكرانيا في مواجهة الأسلحة الروسية الأكثر تطوراً هي معركة يائسة، أن يسافر إلى هناك ليقابل أولئك الشجعان الذين يموتون دفاعاً عن وطنهم. أولئك الرجال والنساء الذين لم يتلقوا المساعدة اللازمة، سوف يواصلون القتال من أجل وطنهم مع أو من دون الدعم الأميركي الذي يحتاجونه. جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونجرس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»