«سيريزا» أم «اليورو»؟
بينما تتعثر خطوات اليونان في طريق الخروج من الاتحاد النقدي الأوروبي ربما مازال لديها فرصة لتفادي الكارثة على شرط واحد مهم وهو إجراء انتخابات مبكرة ليحل محل حكومة «سيريزا» حكومة أخرى تستطيع أن تكون أكثر تعقلاً في المفاوضات مع الدائنين الدوليين. وللوهلة الأولى ربما تبدو هذه الفكرة بعيدة عن التصديق. والحزب «اليساري» الذي جاء إلى السلطة محمولاً على أكتاف الوعد بإنهاء تقشف السنوات الماضية مازال يحظى بشعبية. فقد أشار استطلاع للرأي أجراه مركز «ميترون أنالاسيز» أن «سيريزا» يحظى بتأييد 47.8 في المئة من اليونانيين. وكان لدى وزير المالية اليوناني «يانيس فاروفاكيس» مبررات تجعله يصرح لموقع هوفنجتون بوست على الإنترنت الأسبوع الماضي أن سيريزا سيكتسح أي انتخابات تعقد الآن. لكن عندما يتعلق الأمر بالمال، تتفوق المصالح الشخصية للناس على انتماءاتهم السياسية.
إذن ما الذي سيحدث إذا واجه اليونانيون في نهاية المطاف الاختيار بين «سيريزا» والعضوية في «اليورو»؟ هناك دلائل تشير إلى أنهم سيصوتون لحافظات نقودهم. فهناك 45 في المئة من اليونانيين على سبيل المثال مازالوا يدعمون استراتيجية «سيريزا» في محادثاته مع الدائنين الدوليين مقارنة مع 72 في المئة في مارس. ويتمتع «اليورو» بدعم واسع النطاق. وأظهر استطلاع في وقت متأخر من الشهر الماضي أن 84 في المئة من اليونانيين يريدون العملة المشتركة مقابل 13 في المئة يريدون العودة إلى «الدراخما».
وكي يقتنع اليونانيون أن «سيريزا» غير ملائم وأن هناك حاجة للتغيير قد يتطلب الأمر صدمة مثل العجز عن السداد لصندوق النقد الدولي. وحتى حينها ، قد يجد الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي صعوبة في الاستمرار في دعم البلاد عبر عملية سياسية دون نتائج مؤكدة. لكن يرجح أنهم سيدعمونها. اليونان لن تختفي من الوجود إذا تأخرت عن سداد ما عليها في مواعيده. وبقاؤها في منطقة «اليورو» والاتحاد الأوروبي هو قرار سياسي ودائنو اليونان لن يدعموا البلاد إلا إذا استطاع البلد الأوروبي أن يقدم شريكاً في التفاوض أكثر نضجاً وأقل عناداً وأقل جهلاً بالواقع من حكومة سيريزا غير الكفؤة بالمرة. والأمر يرجع لليونانيين لتقديم بديل في أقرب وقت ممكن.
-------
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»