تعزيز ثقافة التعايش والتسامح
تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً فريداً في التآخي والتعايش المشترك، يعبّر عن نفسه في حالة التوافق بين عشرات الجنسيات التي تعيش على أراضيها في وئام، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والدينية، وهذا ناتج عن سياسة حكيمة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- تعلي قيم التسامح والتعايش بين الجميع. وقد عبّرت كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، خلال احتفال كاتدرائية القديس الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس المصريين في أبوظبي مؤخراً بـ«عيد القيامة المجيد» عن ذلك بوضوح، فقد أكد أهمية الدور الرائد والمتميز الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في «تجسيد قيم التآخي والمحبة والتعايش المشترك بين جميع الأديان من خلال احتضانها كل المقيمين على أراضيها من أصحاب مختلف الديانات والمعتقدات». فيما ثمّنت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية الجهود الرائدة التي تقوم بها الدولة في توفير الأمن والسلام والطمأنينة لجميع أبناء الطوائف المسيحية على أرض الإمارات.
واقع التعايش الذي تعيشه الإمارات يستشعره جميع من يعيش على أراضيها، ويعبر عن نفسه في الكثير من المظاهر والممارسات، كالسماح لمعتنقي مختلف الديانات ببناء الكنائس والمعابد، أو من خلال القوانين التي تحمي المعتقدات وتحترم الأعراف والتقاليد وتوفر للناس حرية ممارسة شعائرهم بعدالة وشفافية، أو بفسح المجال أمام المدارس الخاصة لتدريس الأديان بحرية كاملة، فضلاً عن شعور الجميع بالمساواة في المعاملة أمام القانون الذي يضمن لهم الحفاظ على حقوقهم في المجالات كافة، وغيرها الكثير من المعاملات التي تعزز وتيرة التفاعل الإيجابي بين الأديان والثقافات المختلفة.
ولعل ما يعزز نموذج التعايش الإماراتي، أنه لا يقتصر على الداخل بين مكونات المجتمع فقط، وإنما يحكم علاقات الدولة الخارجية، من خلال مبادراتها البناءة التي تعلي قيم التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، حيث تؤمن الإمارات بأن الاختلاف الثقافي والديني والعرقي ينبغي ألا يكون مصدراً للعداء والصراع بين الأمم والمجتمعات، وإنما هو في الأساس دافع للحوار والتقارب فيما بينها، فإذا آمن الجميع بقيمة التسامح التي تعتبر من القيم المشتركة في مختلف الأديان السماوية، يصبح بالإمكان التعايش والقبول بالآخر واحترامه مهما كانت درجة الخلاف معه.
في الوقت ذاته، فإن الإمارات تدرك أن تصاعد وتيرة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، يرجع في جانب منه إلى غياب ثقافة التعايش، وانتشار مظاهر التطرف والعنف، ولهذا تدعو في مختلف المحافل الإقليمية والدولية إلى ضرورة وضع استراتيجيات تعزز قيم الحوار البناء بين الثقافات واحترام المعتقدات والأديان ونشر ثقافة السلام، بهدف التصدي لمحاولات تشويه الأديان والتحريض على الكراهية الدينية، كما تدعم جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، ولذلك يحظى دورها في هذا الشأن بالإشادة والتقدير من جانب دول العالم أجمع، وينظر إليها باعتبارها نموذجاً يُحتذى به إقليمياً وعالمياً في تعزيز قيم التآلف والتعايش المشترك بين الحضارات المختلفة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية