في مناظرة انتخابية متلفزة أذيعت يوم الخميس الماضي، ظهر مذاق الأجواء السياسية المرتقبة في بريطانيا. فتخوض المنافسة سبعة أحزاب، هي «المحافظون»، و«العمال»، و«الديمقراطيون الليبراليون»، و«الاستقلال البريطاني»، و«الوطني الإسكتلندي»، و«القوميون الويلشيون»، و«الخضر» ويبدو الأمر فوضى وهكذا كان. ولم يُمكن تسارع الأحداث بصورة معقدة من مشاركة حقيقية، وتسليط الضوء على المواقف السياسية الخاصة بكل حزب. ولكن، تلك المواقف، لن تُهم الجميع بشكل كبير، إذا لم ينجح أحد الأحزاب في الفوز بغالبية المقاعد، البالغ عددها 650 مقعداً بحيث يسيطر على السلطة في السابع من مايو المقبل. وفي الوقت الراهن، تعتبر هذه هي النتيجة الأكثر ترجيحاً. وبعد الانتخابات، سيتعين عقد صفقة بطريقة أو أخرى، وستكون النتيجة السياسية كما يخمن الجميع. بيد أن شيئاً واحداً بزغ على السطح بوضوح أكثر من ذي قبل: وهو أن زعيمة الحزب الوطني الإسكتلندي، «نيكولا ستورجيون»، الوزيرة الأولى في إسكتلندا، والتي لن تترشح على مقعد في البرلمان البريطاني، سيكون لها مستقبل في السياسة الإنجليزية. فقد بدت مذهلة، ومنفتحة وهادئة، وصريحة جداً. ويقدم حزبها برنامجاً سياسياً يعتمد على شجب الغدر الإنجليزي، ويدعو لتفكيك بريطانيا، وربما يواجه عقبات في حشد تأييد خارج إسكتلندا، ولكن ليس هناك شيء مضمون، ذلك أن «ستورجيون» أكدت أنها جاءت تحمل غصن الزيتون، ولن تتظاهر بأن هدفها ليس استقلال إسكتلندا، ولكنها في الوقت الراهن تؤيد سياسات الضرائب والإنفاق التي اعتاد حزب «العمال» على الدفاع عنها، ولكنه لم يعد يفعل ذلك. وقد استقبل الإسكتلنديون هذه التصريحات بتوق شديد، وأنصت إليه بريطانيون آخرون باهتمام بالغ. وتناول عدد من استطلاعات الرأي عقب المناظرة مباشرة تأثير «ستورجيون». وأظهر استطلاع «يوجوف» أن 28 في المئة من البريطانيين يرون أنها فازت، بينما حصل «نيجيل فاراج»، زعيم حزب «الاستقلال» البريطاني المناهض للهجرة على الترتيب الثاني بنسبة 20 في المئة، وحل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ثالثاً ب 18 في المئة، تلاه زعيم حزب «العمال» إد ميليباند بـ15 في المئة. وعلى الرغم من هزيمة «الحزب الوطني الإسكتلندي» في الاستفتاء على استقلال إسكتلندا العام الماضي، إلا أنه يتجه فيما يبدو إلى تدمير الهيمنة التقليدية لحزب «العمال» على السياسة الإسكتلندية. ومن المتوقع أن يرسل كثيراً من البرلمانيين إلى البرلمان البريطاني في ويستمنستر، وستكون «ستورجيون» صوتاً مؤثراً. وربما يحتاج حزب «العمال» دعمها لتشكيل حكومة. وفي حين كان كاميرون قادراً على إخافة الناخبين الإنجليز من احتمال تقاسم الحزب «الوطني الإسكتلندي» السلطة البريطانية، لكن كلما بدت «ستورجيون» أفضل، ضعف مسار «كاميرون». كليف كروك: محلل سياسي بريطاني يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»