في التاسع من فبراير الجاري، قتلت طائرة أميركية من دون طيار أحد قادة تنظيم «داعش» يدعى «عبدالرؤوف»، في هجوم استهدف إقليم «هلمند» بأفغانستان. وكان «عبدالرؤوف» يحاول نشر نفوذ تنظيمه في جنوب آسيا. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل العملية، فمن الممكن استنتاج بعض التخمينات المنطقية بناءً على أمثلة سابقة. فعلى الأرجح خرجت الطائرة من القاعدة الجوية في قندهار، التي تبعد نحو 60 ميلاً، بعد أيام أو أسابيع من المراقبة باستخدام طائرة أخرى. وتم الحصول على بعض المعلومات التي استخدمت في تعقب «عبدالرؤوف» من غارة شنتها قوات خاصة أفغانية أميركية مشتركة على أحد قادة تنظيم «القاعدة» يدعى «أبو البراء الكويتي»، في إقليم «نانغارهار» في أكتوبر الماضي. وبحسب «نيويورك تايمز»، لم تسفر تلك الغارة عن مقتل الكويتي فقط، ولكنها أفضت أيضاً إلى مصادرة جهاز كمبيوتر مملوء بالمعلومات عن متطرفين آخرين. بيد أن جل المصادر الأميركية المشار إليها، من الطائرات المسلحة من دون طيار، وأجهزة المراقبة، والقوات الخاصة سيتم سحبها من أفغانستان بحلول نهاية العام المقبل بموجب خطة أوباما الرامية إلى إخلاء الوحدات المقاتلة كافة من هناك قبل مغادرته البيت الأبيض. وعليه، ستصبح الهجمات في جنوب آسيا ضد أشد أعداء الولايات المتحدة خطراً أقل تأثيراً بكثير؛ لأنه لن يكون هناك مكان ملائم آخر تشن منه، وسيكون البديل على الأرجح استخدام حاملات طائرات تبعد مئات الأميال عن الأماكن المستهدفة. وتتجاوز تلك المسافات الجاهزية القتالية لكافة الطائرات الأميركية من دون طيار، وتتطلب من أي طائرات هيلكوبتر تقطع هذه المسافة إعادة التزود بالوقود في رحلتها، فضلاً عن تأخر المهام لساعات. وتقتضي تلك المسافات أيضاً الطيران فوق دول قد لا تمنح إذن استخدام مجالها الجوي في ظل هذه الظروف. وأرى أن إدارة أوباما لديها توجه خاطئ بشأن الوضع العسكري الأميركي المستقبلي في أفغانستان، فلا ينبغي أن يكون الخروج استراتيجية أو هدفاً بحد ذاته. وبدلاً من محاولة المغادرة في تاريخ معين، علينا أن نخطط للبقاء، ولا بد أن تكون الفلسفة المرشدة هي بناء شراكة دائمة مع أفغانستان توفر عائداً حقيقياً لاستثماراتنا كافة هناك، في قواعد مستدامة تسمح لقواتنا بمواصلة استهداف أعدائنا في ذلك الجزء من العالم، حيث لا يزال هؤلاء الأعداء منظمين وناشطين. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»