مهما كانت نتائج التجديد النصفي المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة، فستشهد واشنطن حالة من الانقسام والإحباط، ومن المحتمل أن يكون هذا هو الحال بعد الانتخابات الرئاسية 2016. وهناك حدث متوقع قد يخفف حالة التعصب السخيف وينعش واشنطن، ألا وهو اختيارها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024. وعادة ما تلعب الرياضة دوراً في توحيد المجتمعات، لكن يصعب تحقيق ذلك في واشنطن، حيث ينحدر العديد من السكان (ومعظم الساسة) من أماكن أخرى. وعليك أن تقلل حماسك لفريق واشنطن الوطني للبيسبول إذا كنت تمثل ولاية «ميسوري»، موطن فريق «كانساس سيتي رويالز» وفريق «سانت لويس كاردينالز» للعبة البيسبول للمحترفين. وإذا ما أقيمت دورة الألعاب الأولمبية في واشنطن، فقد تلعب دوراً في إثارة الهمم، وتكون مدعاة للفخر قبل الذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة، والذي يصادف الاحتفال بها بعد ذلك بعامين. ومن ناحية أخرى، فهذه الألعاب قد تحدث مزيداً من النشاط في هذه المدينة التي شهدت خلال العقود الأخيرة، رغم السياسة، تغيراً ثقافياً هائلا وأقامت العديد من الأحياء المتنوعة والتي كانت يوماً ما حقولاً للمخدرات القاتلة. والمؤكد أن أي دورة للألعاب الأولمبية تتطلب إنفاق بعض الأموال العامة. ويزعم النقاد أن هذه الإعانات الرياضية الكبيرة تأتي عبر خداع دافعي الضرائب. وقد استغرق الأمر عقوداً لكي تتمكن مونتريال من التعافي بعد استضافة دورة الألعاب الأوليمبية 1976، بينما لا تزال أثينا تترنج جراء الاستثمارات التي استنزفتها دورة 2004. وعلى النقيض من ذلك، تمثل دورة لندن 2012، مثالاً مغايراً، إذ تمت إدارتها بصورة جيدة وفي حدود الميزانية المخصصة لها، ووفرت فرص عمل، وأنعشت السياحة، وساهمت في تنشيط منطقة «إيست إند» المضطهدة. «إن إقامة الألعاب الأولمبية في واشنطن مهم لبلدنا ولهذا المجتمع»، كما يرى الملياردير «تيد ليونسيس»، مالك فرق الهوكي وكرة السلة المحترفة في المدينة، والذي يتزعم، جنباً إلى جنب مع «راسيل رامزي» (رئيس إحدى شركات الاستثمار) محاولة واشنطن لاستضافة الدورة. ومع اتخاذ لندن كنموذج، ينظر هذا الملياردير إلى دورة الألعاب كوسيلة لتحويل المناطق الفقيرة في مدينة «أناكوستيا» مع إمدادها بوسائل نقل حديثة ومساكن بأسعار معقولة ومناطق ساحلية على نهر اناكوستيا. وعلى صعيد آخر، فإن تنظيم ألعاب أولمبية ناجحة عادة ما يلقى مكافأة. فقد أصبح «بيتر أوبيروث»، بعد أن نجح في إدارة دورة الألعاب الصيفية في لوس أنجلوس عام 1984، هو المفوض لدوري البيسبول. أما «ميت رومني»، الذي نظم الدورة الشتوية في «سولت ليك» عام 2002، فأصبح حاكم ماساتشوسيتس والمرشح الرئاسي الجمهوري عام 2012. وبالنسبة لـ«ليونسيس»، الذي يمتلك مشروعات ناجحة إلى جانب عمله كمسئول تنفيذي كبير في «أميركا أون لاين»، وإدارته لشركة «واشنطن ويزاردز» للإنتاج السينمائي، وفريق كرة السلة وفريق «كابيتالز» للهوكي، فلديه الآن مؤهلات رياضية أكثر من «رومني» و«أوبيروث». ومن المقرر أن تتخذ اللجنة الأوليمبية الأميركية قراراً بهذا الشأن في ديسمبر أو يناير. وتتنافس مع واشنطن كل من بوسطن وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، وهي المفضلة بصورة طفيفة. وقد استضافت لوس أنجلوس من قبل دورتين للألعاب الأولمبية لكنها تفتقر للأهمية العالمية التي تحظى بها العاصمة الأميركية. وإلى ذلك، فإن واشنطن تعلم كيفية التعامل مع الأحداث الكبيرة؛ وحتى إن كانت دورة ألعاب أولمبية كبيرة، فإنها لن تجذب 1.8 مليون شخص اجتمعوا في يوم واحد أثناء تنصيب الرئيس «أوباما» في 20 يناير 2009. وستقوم اللجنة الأولمبية الدولية باختيار المدينة المضيفة عام 2017. وسبق أن رفضت المحاولات الأخيرة للولايات الأميركية، ومنها نيويورك لعام 2012 وشيكاغو لعام 2016. ورغم ذلك، فهناك شعور بأن اللجنة الأولمبية الدولية، التي تشعر بقلق حيال الافتقار للإعداد المناسب لدورة ريو دي جانيرو 2016، قد توافق على المدينة الأميركية لاستضافة الدورة في 2024، وإن كانت واشنطن ستحتاج لبناء معلب من الطراز العالمي. ألبيرت هانت كاتب عمود في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»