التكنولوجيا لخدمة الإنسان
لأن رفاهية الإنسان وتوفير الحياة الكريمة لهما أولوية أولى لدى القيادة الرشيدة، فإن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهوداً مكثفة لتوفير خدماتها كافة بالكفاءة والجودة التي تليق بالمواطنين، وتلبي تطلعاتهم، وفي إطار الحرص على الأخذ بمستجدات العصر الحديث، فإن الحكومة لاتتردد في الأخذ بالتطبيقات التكنولوجية الحديثة، وتستخدمها كوسيط لتقديم خدماتها إلى المواطنين، وهي قد أطلقت بالفعل عدداً من المبادرات تصب في الاتجاه ذاته، كالمبادرة التي أطلقتها مؤخراً، وعلى هامش «معرض جيتكس للتقنية 2014»، بشأن استحداث تطبيق موحد يجمع الخدمات الحكومية الإلكترونية كافة تحت مظلة واحدة، كبوابة إلكترونية متكاملة تسهل معاملات الأفراد مع الجهات الحكومية.
تتيح تطبيقات الحكومة الإلكترونية والذكية مزايا عدة، كالتواصل الدائم بين الحكومة والجمهور، وتوسعة النطاق الجغرافي للمستفيدين من الخدمات الحكومية، وتقليل استهلاك الورق في الدوائر الحكومية، بما يتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة. وستضيف البوابة الموحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية مزايا جديدة إلى تلك المزايا، منها: إيجاد قاعدة بيانات موحدة للمعاملات الحكومية في الدولة، وتوحيد إجراءات تنفيذ هذه المعاملات، بغض النظر عن الجهة الحكومية التي تقدمها، أو المنطقة التي يقطن فيها المستفيد من الخدمة، ما سينعكس بالضرورة على تطوير جودة الخدمات الحكومية. ومن شأن التطبيق الجديد أيضاً أن يسهم في تلبية تطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة، الساعية إلى تصدّر دول العالم في المؤشرات الدولية في كفاءة الخدمات الحكومية والجاهزية الإلكترونية وتطور البنية التحتية والتكنولوجية وغيرها من المؤشرات، تماشياً مع أهداف «رؤية الإمارات 2021».
تتكامل مبادرة البوابة الموحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية مع ما سبق أن أعلنته الحكومة من مبادرات في المجال نفسه، كالمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تقضي بالتحول من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية، عبر إتاحة جميع الخدمات الحكومية على الهواتف والأجهزة الذكية. وكذلك المبادرة التي أطلقها سموه باستخدام الطائرات من دون طيار في توفير الخدمات الحكومية للجمهور وتوصيل المعاملات إليهم، وهي المبادرة الأولى من نوعها على المستوى العالمي، والهدف منها هو توفير الخدمات الحكومية للمواطنين بأسرع وقت وأقل جهد وتكلفة. وتأتي في الإطار نفسه أيضاً المبادرة التي أطلقتها الحكومة بعنوان «مؤشر السعادة»، التي تهدف إلى قياس مدى سعادة المواطنين، ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة إليهم، والتعرف عن كثب على آرائهم حول جودة هذه الخدمات، ورصد تطلعاتهم ومقترحاتهم لتطويرها وتحسينها في المستقبل.
أخيراً، فإن مبادرة البوابة الموحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية تشكل إعداداً للجهات الحكومية للتكامل، وخطوة مهمة في إطار تنفيذ مشروع «شبكة المعلومات الاتحادية» (فيد نت)، المزمع إطلاقها في العام المقبل، والهادف إلى ربط المؤسسات والهيئات الاتحادية ضمن شبكة اتصال موحدة قادرة على توفير خدمات تقنية المعلومات بمستويات عالية من الأمن والكفاءة، وكل ذلك من شأنه تعزيز فعالية الخدمات الحكومية الإلكترونية المقدمة إلى الجمهور، تحقيقاً للأهداف الوطنية المتعلقة بتسخير التكنولوجيا المتقدمة في خدمة الإنسان، والنهوض بمستوى معيشته، ودفع المجتمع الإماراتي كله نحو الأفضل، كشرط تدرك القيادة الرشيدة للدولة ضرورته بالنسبة إلى التنمية الشاملة حالياً ومستقبلاً.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية