احتفلت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء بالذكرى الخمسين لإعلان فوز الزعيم الأميركي «مارتن لوثر كينج» بجائزة نوبل للسلام، لالتزامه بالسلام وتحقيق العدالة العرقية من خلال العمل اللاعنفي. وينال الحاصلون على الجائزة، والتي تعد «أكثر الجوائز المرموقة في العالم»، ميدالية وشهادة شخصية وجائزة نقدية. وعقب إخطاره أنه قد تم اختياره للحصول على الجائزة في الرابع عشر من أكتوبر 1964، أعلن «كينج»، وهو زعيم أميركي من أصول أفريقية، أنه سيتبرع بقيمة الجائزة المالية لقضية الحقوق المدنية. وفي السنوات الأخيرة، دخل أبناؤه في معركة قانونية حول السيطرة وإمكانية بيع جائزة نوبل، وكذلك النسخة الشخصية لـ«كينج» من الإنجيل. ورغم أن النزاع لا يزال قائماً، إلا أن تفاني «كينج» من أجل السلام والحب والحقوق المدنية –وهو عمله في الحياة الذي جعله يحصل على الجائزة ويتبوأ مكانه في التاريخ – لا يزال باقياً. وفيما يلي بعض من رسائله الخالدة: 1- عندما ادعى «مالكولم الخامس» أن اللاعنف كان «فلسفة الحمقى»، في الخطبة التي ألقاها عام 1956، قال «كينج» على النقيض من ذلك: «لا تدع أي شخص يشعرك بأنك أقل منه لدرجة أن تكرهه». 2- وفي الخطاب الذي ألقاه بمناسبة حصوله على جائزة نوبل للسلام في العاشر من ديسمبر 1964، تحدث «كينج» عن حاجة الجنس البشري إلى التغلب على القهر والعنف دون اللجوء إلى القهر والعنف، فقال: «اللاعنف ليس هو السلبية العقيمة، لكنه قوة أخلاقية تؤدي إلى التحول الاجتماعي». 3- وعند سؤاله عن العنصرية والعيش معاً كإخوة، أكد «كينج» على أهمية أن نكون معاً: «ينبغي أن نعيش معاً كإخوة أو نهلك معاً كحمقى». 4- وفي الخطاب الذي سطره عام 1963 من سجن برمنجهام، كتب «كينج» عن الآثار الضارة للظلم فقال: «الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان». 5- انعكاس «كينج» على شخصية البشرية من كتابه «القوة لأجل الحب»، والذي ألّفه عام 1963 وجاء فيه: «إن المقياس الأمثل لمعرفة الرجال ليس في أوقات الراحة والرخاء، بل في أوقات التحدي والجد». 6- خلال الخطاب الذي ألقاه عند قبوله جائزة نوبل للسلام، عبّر «كينج» عن أهمية الحقيقة والحق في التغلب على الشر: «أعتقد أن الحقيقة غير المسلحة والحب غير المشروط، ستكون لهما كلمة الفصل في الواقع. ولهذا السبب فإن الحق، المهزوم مؤقتاً، أقوى من الشر المنتصر». 7- أفكاره حول اللاعنف: «الحب هو القوة الوحيدة القادرة على تحويل العدو إلى صديق». 8- خلال خطابه الشهير بعنوان «عندي حلم»، والذي ألقاه في 28 أغسطس 1963، عند نصب لنكولن التذكاري في واشنطن، تحدث «كينج» عن الحرية العالمية التي تأتي مع المساواة: «عندما ندع الحرية تدق، عندما ندعها تدق من كل قرية وكل بلدة، ومن كل ولاية وكل مدينة، سنكون قادرين على تسريع ذلك اليوم الذي يكون فيه كل الناس، سواء أكانوا من السود أو البيض، يهوداً ووثنيين، بروتوستانت وكاثوليك.. قادرين على التوحد والغناء بأنشودة الزنجي الدينية (أحرار أخيراً! أحرار أخيراً! نحمد الله سبحانه وتعالى، إننا أخيراً أحرار!». 9 - في «رسالة بولس إلى المسيحيين الأميركيين»، والتي كتبت في شهر نوفمبر 1956، أوضح «كينج» عواقب اللجوء إلى العنف: «إذا كنت تخضع لإغراء استخدام العنف في صراعك، فإن الأجيال التي لم تولد بعد ستكون هي المتلقي لليلة طويلة وكئيبة من المرارة، وسيكون إرثك الوحيد للمستقبل عهد لا نهاية له من الفوضى التي بلا معنى». 10- أفكاره حول الخدمة: «إن حياتنا تبدأ لتنتهي في اليوم الذي نسكت فيه عن الأشياء التي تهم». 11- خلال الخطاب الذي ألقاه عام 1967 في أتلانتا بعنوان «أين نذهب من هنا؟»، عبّر «كينج» عن أمله في أوقات اليأس: «عندما تصبح أيامنا موحشة بسحب منخفضة من اليأس، وعندما تصبح ليالينا أكثر قتامة من ألف منتصف ليلة، دعونا نتذكر أن هناك قوة خلاقة في هذا الكون تعمل على هدم جبال عملاقة من الشر، قوة قادرة على عمل طريق من لا طريق، وتحويل ليالي الأمس المظلمة إلى أيام الغد المشرقة. دعونا ندرك أن قوس الكون الأخلاقي طويل، لكنه يتجه نحو العدالة». وجدير بالذكر أنه في نفس العام الذي حصل فيه «كينج» على جائزة نوبل للسلام، صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأميركية، وفي العام نفسه أطلقت مجلة «تايم» علي «كينج» لقب «رجل العام»، فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب. وقد حصل «كينج» على جائزة نوبل لدعوته إلى اللاعنف، وسهّل الأمر أنّه قسيس، فكان بذلك أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة وهو في سن الـ35 عاماً، ولم يتوقف عن مناقشة قضايا الفقر والسود وعمل على الدعوة إلى إعادة توزيع الدخول بشكل عادل، إذ انتشرت البطالة بين الأفارقة. ويعتبر اليوم الذي ألقى فيه «كينج» خطابه أمام نصب لنكولن التذكاري من اللحظات الفاصلة في تاريخ حركة الحريات المدنية، كما يُعتبر هذا الخطاب واحداً من أكثر الخطب بلاغة في تاريخ العالم الغربي. وقد اغتيل «كينج» في الرابع من أبريل 1968، وقد بات يعد من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. نيكول كيفنتيك محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»