قد تكون الولايات المتحدة على أعتاب تحقيق قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال تعزيز سلامة السيارات، وكل ما هو مطلوب هو أن تحشد صناعة السيارات الجهود مع العلماء والمهندسين الذين أمضوا العقد الماضي في تطوير التقنية اللاسلكية «في 2 إكس»، ويغطي هذا المصطلح الشامل نظامين متصلين بشكل وثيق: اتصالات المركبات مع المركبات «في 2 في» واتصالات المركبات مع البنية التحتية «في 2 آي». وقد ألقى الرئيس باراك أوباما نظرة على تقنية «في 2 إكس» في شهر يوليو عند زيارته مركز أبحاث إدارة الطرق السريعة الفيدرالية الأميركية في ماكلين بولاية فيرجينيا. وفي جهاز محاكاة القيادة، رأى الرئيس كيف تتيح أجهزة إرسال «في 2 إكس» للسيارات التحدث إلى العالم من حولها وتحذير السائقين من المشاكل التي ستعترضهم، ومنحهم الوقت اللازم للتفاعل معها إذا كانت السيارة المقبلة، على سبيل المثال، تبدو على وشك تشغيل الضوء الأحمر، أو كانت سيارة أخرى قادمة من زاوية خارج نطاق الرؤية، ولا تندرج هذه التقنية في إطار الخيال العلمي. إنها حقيقة هندسية، ونحن على استعداد لنقلها من المختبر إلى الطرق في جميع أنحاء البلاد، وهناك كم هائل من الفوائد المحتملة لذلك؛ فوفقاً لوزارة الاتصالات، فإن الدراسات المبكرة لتقنية «في 2 في» بمفردها تشير إلى أن هذه التقنية قد تساعد السائقين على تجنب 70 في المائة من الحوادث التي تشمل سائقين معتدلين، الأمر الذي من شأنه أن يقلل بشكل حاد نحو 870 مليار دولار من التكاليف المتعلقة بالاصطدامات سنوياً، وفي واشنطن العاصمة بمفردها، يمكن تخفيف 18 ألف اصطدام أو تجنبها تماماً. وبعد أقل من شهر من زيارة الرئيس، أعلنت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة بدء عملية وضع القواعد التي من شأنها تزويد السيارات والشاحنات الجديدة بالتجهيزات القياسية للتكنولوجيا. وقد وصفت الوكالة تقنية «في 2 إكس» بأنها تغيير في قواعد اللعبة، وقد كانت محقة في ذلك، خاصة بالنسبة للعائلات والأفراد الذين يبرزون في إحصاءات حوادث الطرق، ورغم ذلك، فإن رحلة وضع القواعد قد تستغرق سنوات إذا ما سارت الأمور بسلاسة، ومن بعدها قد يستغرق الأمر سنوات من جميع قطاعات الصناعة لتقديم شيء جديد للمجتمع، لذلك فنحن بحاجة للتحرك بشكل أسرع. إن التحسينات في مستوى السلامة التي يمكن تحقيقها من خلال تقنية «في 2 إكس» مقنعة للغاية لدرجة أن صناعة السيارات يجب أن تتحرك من تلقاء نفسها لتسريع وتيرة العمل الواجب القيام به، والذي يشمل وضع معايير للأمن وقابلية التشغيل البيني والإعلان عن خطط الإطلاق. ومن المقرر أن تتخذ «كاديلاك» الخطوة الأولى نيابة عن شركة «جنرال موتورز»، وقد أعلنت في الشهر الماضي، خلال المؤتمر العالمي لأنظمة النقل الذكية الذي أقيم في ديترويت، أنه في عام 2017 ستكون «كاديلاك سي تي إس» أول سيارة تابعة لشركة جنرال موتورز تعمل بتقنية «في 2 إس»، وقد تكون الأولى بالنسبة للصناعة بأكملها في الولايات المتحدة، لكننا جميعاً في حاجة إلى القيام بدورنا لبناء الجزء المهم من المركبات المزودة بتقنية «في 2 في» على الطريق، وفقاً لجدول زمني متسارع أكثر من ذلك الذي يسير وفقاً للوائح، ويعد التعاون السريع هو المفتاح لإنجاح هذه العملية. ومن ناحية أخرى، فإن الخطوة المنطقية التالية تتمثل في تجهيز الطرق السريعة لدينا بأجهزة الاستشعار والكاميرات وغيرها من التقنيات التي يمكن من خلالها التواصل مع هذه الشبكة من السيارات. وينبغي أن يساعد الكونجرس على تمهيد الطريق لتقنية تواصل المركبة مع البنية التحتية «في 2 آي» من خلال تضمين التمويل في مشروع قانون النقل القادم، وذلك لإجراء المزيد من الأبحاث حول استراتيجيات تطوير البنية التحتية المرتبطة بها. وعلى مستوى الولايات المتحدة، فنحن بحاجة إلى مزيد من الشراكة بين القطاعين العام والخاص لإظهار الفوائد الحقيقية لتقنية تواصل المركبة مع البنية التحتية «في 2 آي» للعالم. وستقوم جنرال موتورز بدورها في هذا الشأن؛ إذ كنّا لاعباً رئيسياً في البرنامج التجريبي للسلامة «في 2 إكس» التابع لوزارة النقل في مدينة «آن آربر» بولاية «ميشيجان» والذي شمل حوالي ثلاثة آلاف سائق. والآن، فإن شركة جنرال موتورز توحد الجهود مع وزارة النقل بولاية ميشيجان، ومركز النقل بجامعة ميشيجان وغيرها من شركات صناعة السيارات لإنشاء ممرات تمكن من استخدام تقنية «في 2 آي» على طرق سريعة تمتد بطول 120 ميلاً بولاية ديترويت. وعند الانتهاء منها، ستكون بمثابة أكبر انتشار لتقنية «في 2 آي» في الولايات المتحدة وواحدة من أكبر الشبكات في العالم، وينبغي للدول الأخرى مشاهدة هذا المشروع والتفكير في مشروعات مماثلة خاصة في المناطق التي تشتهر بالازدحام المروري؛ مثل سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن. وفي شركة جنرال موتورز، نعتقد أن العملاء سيتبنون تقنية «في 2 إكس» لسبب واحد بسيط: إن هذه التقنية هي الإجابة على مشكلة شائعة يريد الناس التوصل لحل لها. إنني أشعر بالحماس بشأن إمكانية السير على خطى المهندسين الذين اخترعوا حزام الأمان والوسادة الهوائية والتحكم في الاستقرار..وهي ثلاث أكبر تطورات في مجال سلامة السيارات حتى وقتنا هذا. وفي الواقع، ليس هناك فرصة أفضل من إحداث فارق في حياة مئات الملايين من السائقين في الولايات المتحدة. نحن بحاجة لانتهاز هذه الفرصة. ـ ـ ــ ــ ــ ـ ماري بارا الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»