«لماذا يا قطر»، هشتاج أطلقه أحد المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ووجد تجاوباً كبيراً من المغردين الخليجيين والعرب وأصبح يحتوي على معلومات ومقالات وفيديوهات تعد منجماً لمن أراد الإحاطة بما تقوم به قطر في المنطقة العربية عامة ومنطقة الخليج بصفة خاصة. لقد وضعت قطر نتيجة سياستها حيال المنطقة نفسها في مواجهة مكشوفة مع الشعوب رغم أن هدفها كان مواجهة الأنظمة وليس الشعوب! لكن نتيجة لوعي الشعوب والانفتاح الذي نعيشه في عصرنا وطبيعة المؤامرات التي دعمتها قطر، والتي نتج عنها تدمير الأوطان وليس تغيير الأنظمة، فقد انكشف الدور القطري وأصبح السؤال «لماذا يا قطر؟» مطروحاً بشدة، من غير أن يتطوع مسؤول قطري ليشرح علانية لماذا يسخر المال القطري والأجهزة الأمنية والدبلوماسية والإعلامية القطرية لزعزعة استقرار المنطقة العربية عامة والخليج خاصة؟ إن الاستخفاف بوعي الشعوب أدى إلى نتائج مناقضة لما يأمله صانعو السياسة القطرية الذين اعتمدوا على الدعاية التسويقية لقناة «الجزيرة» والأقلام المأجورة في الصحافة العربية والأجنبية لتحسين صورة قطر إقليمياً ودولياً، حيث أصبح شائعاً حرق الأعلام القطرية بجانب الأعلام الإسرائيلية، كما حدث في ليبيا ومصر واليمن وغيرها. لمصلحة من يا قطر؟ سؤال يتم طرحه يومياً لمعرفة مبررات التصرفات القطرية في المنطقة العربية، وتبقى الإجابة علامة استفهام كبرى تزداد حجماً بمرور الوقت وبزيادة حجم التآمر على الأمن العربي. فلمصلحة من تنفق قطر ما يزيد على أربعة مليارات دولار سنوياً على مغامرات سياسية تسبب أضراراً بالغة للأوطان ونتائجها واضحة وجلية أينما كان هناك تدخل قطري، إذ أصبح المواطن القطري يدفع ثمن هذه المراهقة السياسية أينما ذهب حيث يتم تحميله تبعات تلك السياسة؟ ولمصلحة من تحتضن قطر «معهد التغيير» في الدوحة، والذي يقوم بتدريب أبناء الخليج وبعض الدول العربية الأخرى على قلب أنظمة الحكم من خلال دورات صممت خصيصاً لذلك الغرض؟ ولمصلحة من تدعم قطر الحوثيين الذين يشكلون خطراً أمنياً على اليمن والسعودية ويمثلون جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية لزعزعة استقرار دول مجلس التعاون؟ ولمصلحة من يتواجد قادة تنظيم «الإخوان المسلمين» في الدوحة ومنها يتآمرون على أمن دول الخليج؟ ولمصلحة من يقوم بعض رموز «الإخوان» المقيمين في الدوحة بالإساءة إلى السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي؟ ولمصلحة من تصر قناة «الجزيرة»، الذراع الإعلامية لمسلسل التآمر القطري، على تسمية النظام المصري بنظام «الانقلاب» إلى الآن وقد اعترف العالم أجمع بشرعيته إلا التنظيم الدولي لـ«الإخوان المسلمين»؟ من السذاجة أن يظن من يرعى ويوجه السياسة القطرية أنه يمكن تجاوز كل ذلك ببيانات ولقاءات مجاملة هنا وهناك. نعم لقد اعتاد أهل الخليج على معالجة مشكلاتهم في إطار الأسرة الواحدة، لكن ما تفعله قطر خرج عن ذلك كله والتسجيلات المسربة تثبت التآمر على أمن السعودية والخليج، وبنفس طويل، لأن المهم تقسيم السعودية وإدخالها في صراعات مدمرة، وهو خطر يشمل دول الخليج الأخرى. لقد مثّل اتفاق الرياض فرصة لقطر للرجوع للبيت الخليجي والانعتاق مما تورطت فيه، لكن ما نشاهده على أرض الواقع لا يبشر بخير، خاصة مع صعود نجم الجماعات الإرهابية في المنطقة، والتي كان لقطر دور في دعمها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. على دول مجلس التعاون التعامل بجدية وحزم مع الملف القطري، لأن مواجهة التحديات الخارجية تتطلب معالجة البيت الخليجي من الاعوجاج القطري، وهذا يمثل أولوية لأنه مصلحة قطرية قبل أن يكون مصلحة خليجية.