توقعات النمو في أميركا اللاتينية
أكثر ما يثير الاهتمام في التوقعات الاقتصادية للبنك وصندوق النقد الدوليين التي نشرت مؤخراً هو أن المنظمتين توقعتا نمواً أبطأ من المتوقع في أميركا اللاتينية لعام 2014، وهذا ما نعرفه بالفعل، لكنهما توقعتا تعافياً في عامي 2015 و2016. فهل ستعود الأيام السعيدة للمنطقة، أم أن أكبر مؤسستين ماليتين في العالم أفرطتا مرة أخرى في تفاؤلهما؟ وبحسب تقرير نصف سنوي لصندوق النقد الدولي نشر في الثامن من أبريل الجاري، فإن اقتصاد أميركا اللاتينية سينمو بنسبة 2.5 في المئة هذا العام، وبنسبة ثلاثة في المئة العام المقبل. وهذا أقل من معدلات النمو للعقد الماضي في المنطقة.
ويرى البنك الدولي في توقعه أن اقتصاد أميركا اللاتينية سينمو بنسبة 2.5 في المئة هذا العام وبثلاثة في المئة عام 2015. وفي يناير الماضي، توقع البنك الدولي مستقبلا «متفائلا» للمنطقة، مستشرفاً نسبة نمو تبلغ 3.7 في المئة عام 2016. وتوقع صندوق النقد الدولي أن تكون المكسيك من أفضل اقتصادات المنطقة أداءً بنمو يصل ثلاثة في المئة هذا العام و3.5 في المئة العام المقبل. وذكر الصندوق أن من الدول التي ستحقق معدلات نمو صحية، بيرو التي يتوقع أن تحقق نمواً بنحو 5.5 في المئة هذا العام، و5.8 في المئة العام المقبل، وبوليفيا التي يتوقع أن ينمو اقتصادها بنسبة 5.1 في المئة هذا العام وخمسة في المئة العام المقبل، وباراجواي التي يتوقع أن ينمو اقتصادها بـ4.8 في المئة هذا العام و4.5 في المئة العام المقبل، وكولومبيا التي يتوقع أن ينمو اقتصادها بـ4.5 في المئة في كلا العامين، وتشيلي التي يتوقع أن ينمو اقتصادها بـ3.6 في المئة هذا العام وبـ4.1 العام المقبل.
ومن الدول التي تنتظر نمواً هزيلا، البرازيل صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة، إذ يتوقع لها نمواً بـ1.8 في المئة هذا العام ونمواً بـ2.7 في المئة العام المقبل. ويتوقع الصندوق أن تكون فنزويلا والأرجنتين من أسوأ اقتصادات أميركا اللاتينية أداءً، فاقتصاد فنزويلا سينكمش بنسبة 0.5 في المئة هذا العام وسينخفض بواحد في المئة العام المقبل. ويتوقع أن يظل اقتصاد الأرجنتين راكداً بنسبة نمو تبلغ 0.5 في المئة هذا العام وبنسبة واحد في المئة العام المقبل.
أما أنا فتتنازعني الشكوك بشأن التوقعات المتفائلة للصندوق والبنك لعام 2015، إذ رغم وجود بعض أفضل الاقتصاديين في المنظمتين الماليتين الدوليتين، فإنهما تعملان غالباً بشكل وثيق مع مسؤولي حكومات الدول التي يدرسونها، وغالباً ما يجانبهم الصواب فيما يتعلق بالتفاؤل. ففي العام الماضي، توقعت المؤسستان نمو اقتصاد القارة بنحو 3.5 في المئة عام 2013. والآن تتفقان على أن المنطقة حققت نمواً بنسبة 2.5 في المئة فقط العام الماضي. وما لم تتخذ البرازيل، أكبر اقتصادات المنطقة، إجراءات جادة لكي تصبح أكثر تنافسية في الاقتصاد العالمي، وما لم تتراجع فنزويلا والأرجنتين عن مسار الإنفاق الكارثي، فإني أتوقع ألا تحقق المنطقة نمواً يُذكر خلال العامين المقبلين. ويحدوني الأمل في أن أكون مخطئاً في تقديري.
-------
اندريس اوبنهايمر
كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية
-------
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»