المنهج والنص أعجبني مقال السيد يسين، «اغتراب الكاتب!»، والذي يذكر فيه جانباً من سيرته البحثية، وكيف تخلى عن المنهج التاريخي المقارن، عقب «الثورة الكونية» التي عنت الانتقال من قيم الحداثة إلى قيم ما بعد الحداثة. وهنا شدني الكاتب بشرحه الموفق حول المبادئ الأساسية لحركة «ما بعد الحداثة»، والتي سعت لتحطيم السلطة الفكرية للأنساق الفكرية الكبرى المغلقة، والتي عادة ما تأخذ شكل الأيديولوجيات، على أساس أن ادعاءها تقديم تفسير كلي للظواهر هو ادعاء يلغي حقيقة التنوع الإنساني. ومن هنا رفعت حركة ما بعد الحداثة الصوت عالياً بإعلانها الشهير «موت المؤلف»، وذلك للتأكيد على أولوية النص الذي ينبغي في عرفها أن يكون نصاً مفتوحاً لكل القراءات والتأويلات الممكنة، ومن هنا أيضاً ولدت نظريات التأويل التي أحدثت صخباً واسعاً حول حركة «ما بعد الحداثة». عثمان سالم -القاهرة