في مقاله «الحزب الإسلامي خرافة لا ضرورة»، انتقد تركي الدخيل الأحزاب الإسلامية التي تقوم على خلط الدين بالسياسة، موضحاً كيف تبيع الوهم وتغرر بالبسطاء وتقود إلى خراب الدول والمجتمعات. كما أوضح ماهية الحزب ومفهومه في النظام الديمقراطي الغربي، وكونه يقوم على وجود برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي قابل للمناقشة والقياس، في معترك الحياة السياسية بين الأحزاب المتنافسة، وهو ما لا ينطبق على الأحزاب المسماة إسلامية، إذ لا تمتلك مثل ذلك البرنامج، ويتعذر نقد أطروحاتها التي تزعم أنها الدين بذاته. لكني أريد الذهاب أبعد من ذلك، لأُعرب عن اعتقادي بأنه لا ضرورة أصلا لوجود الأحزاب في المجتمعات الإسلامية، أياً كان المحتوى الفكري والأيديولوجي لهذه الأحزاب، إسلامية كانت أم ليبرالية أم اشتراكية. فالأحزاب في الغرب وسيلة للتنافس على تقديم الأفضل إلى الناس، أما في التجارب العربية فهي وسيلة للتنافس على تقسيم المجتمع وتفتيت القوى وإهدار الطاقات. وطالما أن الهدف الإيجابي لإنشاء الأحزاب في سياقها الغربي، أي التنمية والأمن والرخاء، متحقق في أي مجتمع مسلم من دون وجود هذه الأحزاب، فهي وسيلة وليست غاية، ومن ثم فإنشاؤها يدخل في باب «لزوم ما لا يلزم». عبده مهاب -المنامة