تحت عنوان «سوريا وأوكرانيا... استراتيجية روسية متعثّرة»، أعجبني ذلك الربط الذي أقامه عبدالوهاب بدرخان بين الأزمتين الأوكرانية والسورية والتقاؤهما عند عقدة اسمها سياسات روسيا البوتينية. فقد وافقت روسيا مرغمة على مشروع قرار إنساني لتعزيز إيصال المساعدات الطبية والغذائية إلى المناطق المحاصرة في سوريا، وفي الوقت ذاته انهزمت أمام الدبلوماسية الأوروبية والضغط الشبعي في أوكرانيا. لقد انسلّ هذان التطوران إلى عمق الاستراتيجية البوتينية ليسلّطا الأضواء على أخطاء أصلية في المنطق الذي استندت إليه، وعلى مفهوم للقوة يطبّق بوسائل لم يعد عصر ما بعد الحرب الباردة ليستسيغها. فلا أسلوب «يانوكوفيتش»، حليف موسكو، نجح في إقناع الأوكرانيين، ولا آلة القتل الحليفة استطاعت سحق السوريين أو إلغاء إرادة التغيير لديهم. عمر حسان -القاهرة