تمركز أميركي بحري في إسبانيا... ومخاوف من زيادة إنتاج النفط الإيراني دلالات التموضع البحري الأميركي الجديد في أوروبا وأهميته للتعاون الأورو- أطلسي، والتأثير المحتمل لرفع العقوبات عن صادرات النفط الإيراني، ومساعي رئيس الوزراء الياباني نحو تطوير القوة العسكرية لبلاده، وأفق التواصل الصيني التايواني... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. «الناتو» والدفاع الصاروخي يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «التعاون عبر الأطلسي في مسألة الدرع الصاروخية»، كتب «أندريه فوج راسموسن» أمين عام "الناتو" مقالاً في «كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية، رأى خلاله أن وصول المدمرة الأميركية «يو. إس. إس. دونالد كوك» من «نورفوك» بولاية فرجينيا إلى مقر تمركزها الجديد في ميناء «روتا» الإسباني المطل على ساحل المحيط الأطلسي، يعد حدثاً تاريخياً، فلأول مرة تتمركز في أوروبا وبشكل دائم سفينة تابعة للبحرية الأميركية، وعلى متنها نظام «إيجوس» المضاد للصواريخ البالستية. هذه المدمرة هي الأولى من بين أربع مدمرات تضم 1200 بحاراً، وستعلب دوراً مركزياً في تعزيز قدرات «الناتو» الخاصة بالدفاع الصاروخي. غير أن السفن الأربع ستكون لها مهام أخرى من بينها عمليات التأمين البحري، والمناورات والتدريبات المشتركة على المستوين الثنائي ومتعدد الأطراف، والمشاركة في عمليات «الناتو». وصول السفن الحربية الأميركية إلى السواحل الإسبانية خطوة إلى الأمام يعزز من خلالها «الناتو» الأمن الأوروبي والتعاون عبر الأطلسي، ما يعني تعزيز الروابط بين أوروبا والولايات المتحدة، خاصة في التعامل مع التحديات الأمنية الراهنة والمعقدة.... وحسب «راسموسن»، ثمة تقدم أُحرز منذ نوفمبر 2010، وتحديداً في قمة لشبونة، عندما قرر الحلف تطوير قدراته الدفاعية الصاروخية بحيث تضمن حماية جميع سكان وقوات وأراضي الدول الأوروبية الأعضاء في حلف «الناتو». ويشير أمين عام «الناتو» إلى أن غرض نظام الدفاع الصاروخي هو الدفاع عن أوروبا ضد تهديد حقيقي، فهناك 30 بلداً على الأقل لديها صواريخ بالستية أو تسعى لحيازتها، ناهيك عن أن طريقة صنع هذه الصواريخ باتت معلومة ومدى إطلاقها باتت أبعد، وهناك دول خارج الفضاء الأورو- أطلسي قادرة على استهداف المدن الأوروبية. أمين عام «الناتو»، يرى أن الحلف يستطيع الاعتماد على رادار قوي في تركيا، وقد بدء البناء في موقع راداري برومانيا، كما أعلنت بولندا خططاً لتدشين قدرات دفاعية جوية وصاروخية. وطورت هولندا أربع فرقاطات قادرة على إطلاق صواريخ دفاعية، ولديها صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ، والأمر نفسه بالنسبة لألمانيا. هولندا وألمانيا والولايات المتحدة نشرت بالفعل صواريخ باتريوت على حدود الحلف الجنوبية لحماية تركيا من هجمات صاروخية سورية محتملة، كما أن استضافة إسبانيا أربع مدمرات أميركية، تعد مساهمة ضرورية ليس فقط لنظام الدرع الصاروخي، بل أيضاً لضمان الأمن بمنطقة البحر المتوسط. «عودة» النفط الإيراني «هل يدمر النفط الإيراني سوق النفط؟»، تساؤل عنون به «إليا نيكونوف» مقاله المنشور في «البرافدا الروسية» يوم أمس، طارحاً فرضية مفادها أنه بمجرد رفع العقوبات عن إيران التي تحول دون شراء المجتمع الدولي للنفط، بدأ الخبراء والمحللون الحديث عن احتمال انهيار أسعار الخام، والسؤال الآن إلى أي مدى تصل واقعية هذا السيناريو؟ وما هي عواقب استئناف إنتاج النفط الإيراني بالنسبة لروسيا؟ الإيرانيون كانوا متفائلين لأن لديهم تجربة في حظر تصدير النفط تعود إلى حقبة خمسينيات القرن الماضي التي فرضتها عليهم بريطانيا، فهم لا يضعون البيض في سلة واحدة. وعندما طبق الاتحاد الأوروبي حظر استيراد النفط الإيراني، كانت الصين بمفردها تستورد كمية النفط التي يستوردها الأوروبيون. ومع ذلك، تراجعت مكانة إيران النفطية جراء العقوبات، فمنذ عام 2012 تبوأت إيران المرتبة السادسة في قائمة دول أوبك من حيث إنتاجها للنفط بعدما كانت في المرتبة الثانية. ويرى الكاتب أن طهران في حالة هياج ولدى سلطاتها ثقة في زيادة الإنتاج، بحيث يتجاوز معدلات ما قبل العقوبات، ليصبح 4 ملايين برميل يومياً، من أصل 1,2 مليون برميل حالياً، علماً بأن وزير النفط الإيراني قال في مطلع ديسمبر الماضي إن بلاده لم تتخل عن خططها حتى ولو هبط سعر الخام إلى 20 دولاراً للبرميل. «آبي» والعسكرة تحت عنوان «مساعي آبي نحو العسكرة»، نشرت «تشينا ديلي» الصينية يوم الجمعة افتتاحية رأت خلالها أن الطاقة السياسية التي يُظهرها رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» التي تسير ببلاده صوب الاتجاه الخطأ، أصبحت تهديداً يتعين على المجتمع الدولي التحرك ضده. وفي ظل حكم «آبي» ضاعف ساسة التيار «اليميني» جهودهم لتمجيد وتلميع ماضي اليابان العسكري، وهذه المحاولات التي تصفها الصحيفة بالهزلية والرامية لإنكار حقائق تاريخية من أجل الخلط بين الصواب والخطأ. رئيس الوزراء الياباني يخطط لإعادة تشكيل اليابان ودفعها نحو «اليمين» لتتفق مع رغبته ، تدريجياً. هو يمهد الطريق لإعادة تسليح اليابان، فـ«آبي» يرى أن دستور بلاده الحيادي علامة على الهزيمة وعائق يمنع اليابان من التحول إلى قوة عسكرية، ويبدو أنه جعل كسر هذه العقبة مهمة خاصة به. «آبي» حاول أيضاً تغيير الذاكرة التاريخية للشعب الياباني، حيث كثف اهتمامه بتغيير المناهج التعليمية بحيث لا تعرض الحقائق التاريخية، بل تطرح مرئياته. رئيس الوزراء الياباني «فبرك» حسب الصحيفة تهديدات أمنية كي يبرر زيادة الإنفاق العسكري لبلاده ويزيد من حجم الجيش، وهو يصرخ ضد التهديد الصيني، ويكرر المناورات العسكرية، في إطار من المبالغة ليس إلا. وفي إطار سعيه لجعل اليابان أمة قوية، يتصرف «آبي» بتخبط وتناقض مستخدماً مفهوم «تعزيز الحيادية الإيجابية» قناعاً أمام المجتمع الدولي. وترى الصحيفة أنه في الماضي أدت سياسة التهدئة إلى اندلاع حرب عالمية، والآن إذا واصل رئيس الوزراء الياباني طريقه، فإن استقرار آسيا ورخاءها سيكونا عرضة للخطر. تهدئة صينية- تايوانية في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «تطور تاريخي في العلاقات الصينية- التايوانية لكن أموراً كثيرة لا تزال غامضة»، نشرت «يوميري تشيمبيون» افتتاحية استنتجت خلالها أن العلاقات بين الصين وتايوان قد دخلت فصلاً جديداً، حيث دخل الطرفان خلال الآونة الأخيرة في حوار حكومي مباشر. ويتعين إمعان النظر في التطورات الأخيرة بين الطرفين ومعرفة ما إذا كانت ستعزز الاستقرار في شرق آسيا، وتخفف من حدة التوتر في مضيق تايوان. زانج ريجون مدير مكتب الشؤون التايوانية بمجلس الدولة الصيني و «يانج يو تشي»، مسؤول الوطن الأم في تايوان التقيا في مدينة «نيانونج» واتفقا على تدشين قناة اتصال دائمة بين الطرفين، وهذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها الطرفان لقاء وزارياً رسمياً خاصاً بالشؤون الصينية التايوانية منذ انفصال تايوان عن الصين عام 1949. اللافت أنه إلى الآن لا يوجد إطار للحوار بين سلطات الجانبين، فكلاهما لا يعترف بسيادة الآخر. والحوار بينهما بخصوص التعاون الاقتصادي يتم عبر مؤسسات شبه رسمية. الآن سيتم وضع أمور كتبادل مندوبين دائمين في الاعتبار. تصعيد مستوى المحادثات بين الصين وتايوان إلي المستوى الوزاري ينظر إليه كل منهما بطريقة مختلفة، فتايوان ورئيسها «ما يونج جيو» يرغب في كسب موافقة الصين على تخفيف القيود التجارية وتوسيع فرص التجارة التايوانية مع الصين، وفي الوقت ذاته تسعى تايييه لتشجيع بكين على الاعتراف بتايوان كطرف في الاتفاقيات الاقتصادية الدولية. أما الرئيس الصيني «زي جيبينج»، فيعتبر المحادثات بين الطرفين نقطة انطلاق لمشاورات سياسية حول توحيد تايوان مع الوطن الأم. إعداد: طه حسيب