أعتقد أن ثمة في الوقت الحالي قلقا يتزايد باستمرار لدى الدولة العبرية جراء ما يبدو أنه توسع في نطاق المقاطعة الأوروبية لصادرات المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية، وهو خطر يهدد إسرائيل بلا شك، وربما لا يدركه سوى الفطنين من أعضاء نخبتها التي غلب على وعي أكثرها شعور الاستهانة بالشعب الفلسطيني والاطمئنان إلى مواقف المجتمع الدولي وردات فعله المحابية. لذلك فقد بدأت الحكومة الإسرائيلية تبحث مخاطر العقوبات عليها من قبل حكومات وشركات تجارية ومؤسسات أكاديمية وهيئات مجتمع أهلي غربية، ما جعل الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي، زئيف ستيرنهيل، يطلق صيحة تحذير لبني قومه يدعوهم فيها إلى تجاوز الاتهامات الإسرائيلية التقليدية الجاهزة حيال كل موقف إنساني مستقل، إذ يقومون بمحاولة تلبيسه ثوب المعاداة للسامية: «إن معاداة السامية ليست الدافع وراء حملة مقاطعة المستوطنات التي تتسع في أوروبا... بل إن المقاطعة هي أولاً نوع من الانتفاضة على الاستعمار والفصل العنصري السائدين في الأراضي الفلسطينية». بلال أدهم -عمان