تعقيباً على د. عبدالحق عزوزي: تغيير البنيات
أعجبني مقال «التغير السياسي... وتغييب التاريخ»، لكاتبه الدكتور عبدالحق عزوزي، الذي انتقد فيه تلك الرؤية القائمة على تنميطية ثقافية جامدة وغير منفتحة في ما يتعلق بجغرافية التطور الديمقراطي، والتي أرجعت عسر انتشار التحديث السياسي في مناطق العالم الإسلامي إلى عوامل ثقافية لا يمكن تغييرها بحال من الأحوال. والحقيقة أن هذا الاعتقاد، كما يشير الكاتب إلى ذلك، يعود مردّه إلى أفكار الأنثروبولوجيا الثقافية التي نظرت إلى الثقافات كبنيات ذهنية ثابتة لا تتغير، واعتبرت أن لا شيء يمكنه الانبعاث من المجتمعات العربية الإسلامية على وجه الخصوص، نظراً لحيلولة ثقافتها التقليدية دون ذلك. وقد دفعت أطروحات النظرية الأنثروبولوجية الثقافية ببعض الباحثين السياسيين إلى افتراض ضرورة وجود شروط ثقافية مسبقة لدمقرطة العالم العربي، متناسين عامل الزمن وأثره في تغيير البنيات الاجتماعية والثقافية، كما لم يلاحظوا تلك التغيرات الكبيرة التي أصابت الظواهو والوضعيات الاجتماعية التقليدية في المجتمعات العربية.
سعيد أيمن -دبي