سأقترح فيما يلي إجابة على ذلك السؤال: «هل تنازل أوباما عن الزعامة؟!» الذي عنون به الدكتور عبدالله خليفة الشايجي مقاله المنشور هنا، وأرى أن المسألة ليست قضية تخلي أو عدم تخلي أوباما عن الزعامة، وإنما هو يتبنى في الواقع مقاربة سياسية مختلفة عن سياسات سابقه بوش، حيث يستند إلى الدبلوماسية والحلول السياسية للمشكلات والأزمات الدولية بدلاً من التدخلات وشن الحروب وفرض الحلول بالقوة على طريقة بوش والمحافظين الجدد. كما أن قناعة أوباما بالتعددية والشراكة الدولية أكبر بكثير من سلفه، ولذلك نلاحظ عدم انفراد واشنطن اليوم وتخليها عن الأحادية في تسيير الشؤون الدولية. وهذه المقاربة الدولية تبدو عموماً إيجابية وسلمية ولا تعني بالضرورة تخلياً عن الزعامة الدولية. وحتى في المشهد الداخلي الأميركي نفسه نرى مدى اهتمام أوباما بإشراك منافسيه الجمهوريين في الكونجرس في كافة سياساته وسعيه لعدم الدخول معهم في استقطاب حزبي معيق، على رغم جهود الجمهوريين الرامية لعرقلة أداء إدارته، بكافة الطرق. وفي الأخير أعتقد أن أوباما سيربح الرهانين الداخلي والخارجي معاً. آدم عثمان - الخرطوم