تعودت الشعوب على أن تستمع إلى وعود من قادتها بتحقيق إنجازات يتطلعون إليها وتحقيق آمال يحلمون بها. وألفت العديد من تلك الشعوب أن يُباع لها الوهم تلو الوهم، وأن تنسيها الوعود اللاحقة الوعود الماضية، إلا الإمارات، فإننا لم نعتد على وعود من قادتنا بتحقيق آمالنا، أو بالارتقاء بالخدمات التي تقدم لنا بل ما ألفناه واعتدنا عليه، أنه بدلاً من الوعود التي قدمها الآخرون لشعوبهم، فإن قادتنا يصدرون الأوامر لتحقيق ذلك ويضعون الخطط المستقبلية لبناء غد مشرق للأجيال القادمة. المتأمل لمسيرة التنمية في الإمارات يجد أنها قد اكتسبت صفة الديمومة والاستمرارية حتى ألف الناس واعتادوا على رؤية الإنجاز تلو الإنجاز، وأصبح التطوير والارتقاء بالخدمات أمراً يمكن ملاحظته في الأيام، وليس في الشهور والسنين ويدرك ذلك بصورة جلية الأجانب الذين يزورون الإمارات بين الفينة والأخرى من خلال ما يشاهدونه بأم أعينهم من تطوير يشمل جميع أنواع الخدمات. ومما يؤكد ذلك ما حققته الإمارات من مراتب متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية لعام 2013، فقد تبوأت الإمارات المركز الأول بين دول العالم في كل من مجالي الكفاءة الحكومية والترابط الاجتماعي والمركز الرابع في الأداء الاقتصادي، والمركز الخامس في مؤشر التوظيف، والمركز السادس في ممارسة الأعمال، بينما حازت على المركز الثامن في مجال التنافسية. وكل ذلك لم يتحقق من خلال أحلام وأماني، بل من خلال تخطيط منهجي وعمل متواصل وجهد دؤوب وتسخير للموارد واستثمار أمثل للطاقات والخبرات وقبل ذلك كله توفيق من الله للإمارات بقيادة تعمل لإسعاد مواطنيها وشعب محب وموال لقيادته. الحديث عن إنجازات الإمارات يعرف قيمته الحقيقية من قام بمقارنة موضوعية بين أين كنا نحن والدول الإقليمية عند قيام الدولة، وبين ما أُنجز عندنا وعند الآخرين في وقتنا الحاضر... وهذا لا يعني أبداً أنه لا توجد لدينا جوانب تحتاج إلى تطوير. لدينا قيادة خلقت فينا روحاً للتحدي وتطلعاً دائماً للريادة والتميز وعدم الرضى بالواقع، بل قدمت لنا خططاً عملية تدفعنا للتطوير والتحديث والسعي للأفضل دائماً، وكل ذلك في بيئة من الشفافية والوضوح. أين تجد في العالم قائداً يجمع الوزراء وكبار المسؤولين، ويقول لهم نحن هنا لإسعاد شعبنا، ويكلفهم بمهام محددة لتحقيق ذلك، ويخاطبهم أمام العالم، بأن لديكم سنتين لتحقيق ذلك، وإلا سنودع من لم يحقق ذلك، ثم بعد ذلك يتابع الخطط العملية لتحقيق الأهداف المنشودة، ويحضر ورش العمل كأنه أحد أعضائها. بناء الأوطان والمحافظة على مكتسباتها يتطلب أن نواصل تماسكنا صفاً واحداً قيادة وشعباً، نعمل على تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات، وتأمين مستقبل مشرق للأجيال القادمة.