تعقيباً على محمد عارف: احتكار الإنترنت
أعجبني مقال «شبكة الإنترنت وإعادة تنظيم العالم»، لكاتبه محمد عارف، والذي يشرح فيه أبعاد الحملة الحالية ضد «الاتحاد الدولي للاتصالات»، وهو هيئة عمرها 145 عاماً معنية بتنظيم الاتصالات وتنسيق موجات البث الراديوي والفضائي. ويعتقد الكاتب أن الهدف من الحملة هو الإذعان لسيطرة واشنطن على الهياكل الارتكازية للإنترنت، ويتساءل: ما قيمة استخدام مرشحات لتصفية المعطيات الإباحية أو لمنع تأجيج مشاعر الكراهية بين الناس، مقارنةً بشبكات كبرى للتجسس والتنصت عبر الإنترنت تملكها وتديرها واشنطن علانيةً؟ وكيف يُتهم الاتحاد الدولي للاتصالات بفرض السيطرة على الإنترنت، بينما تملك شركةٌ أميركية خاصة، وبموجب عقد مع حكومة واشنطن، سلطةَ تسجيل الإنترنت، وتحديد عناوين بلدان العالم عليها؟ ويضيف عن هذه الشركة إنها تدير نظام أسماء النطاقات، وتشرف على توزيع عناوين الإنترنت، وتملك عناوين جميع أجهزة الكمبيوتر في العالم. وأعتقد أن الكاتب مصيب حين يرى في هذا الاحتكار ما يتعارض مع الكثير من قرارات الاتحاد الدولي للاتصالات، والتي لم يكن ممكناً من دونها استخدام تقنيات النطاق العريض، وتسيير ثورة الاتصالات والبث التلفزيوني. إنه بالفعل محاولة لاحتكار الشبكة الدولية للمعلومات.
عابد محمود -العراق