يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان « أوباما... تحديات خارجية في الولاية الثانية»، قرأت مقال هنري كيسنجر، وفيه استنتج أنه لم يعد الواقع اليوم خاضعاً للحلول والوصفات الأميركية، وهو بالطبع ما يجرنا للحديث عن الصين كقوة صاعدة عالمياً، ففي الوقت الذي يطالب فيه البعض الصين بالالتزام بالقواعد الدولية والمساهمة الفاعلة في تحمل المسؤوليات الدولية تدعو هي فيه إلى إشراكها في صياغة تلك القواعد. ما أود إضافته أن كيسنجر اعترف من خلال هذا المقال بالصعود الصيني، ولم يعد الكلام عن الصين منحصراً في سياق التجارة والإغراق، بل فرضت الصين نفسها على العقل الاستراتيجي الأميركي. الولايات المتحدة تهتم بالصين، وترى فيها قطباً لابد من التعامل معه خاصة في ظل وجود مصالح أميركية في منطقة جنوب شرق آسيا، وفي ظل مجاورة الصين لعدد من حلفاء واشنطن. المسألة الآن تتعلق بالتعايش الأميركي مع الصين من خلال سياسات وأدوات جديدة تميل إلى الحوار وليس التصادم. مازن وجدي- دبي