استخدمت الرقم السابع هنا للمبالغة حيث يستخدم هذا الرقم لهذا الغرض، فماذا سيكون عليه الحال لو تكرر العمل المسيء لديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام. فبعد أن بدأت عاصفة الفيلم التافه السخيف بالتلاشي مخلفة وراءها عشرات القتلى والجرحى كلهم في الدول الإسلامية التي لم تنتج الفيلم أصلاً، وبعد أن حقق منتجو الفيلم أهدافهم باستثارة المسلمين، وتسليط الضوء على فيلمهم الدنيء، يجب علينا التفكير بردات الفعل القادمة مستقبلاً على فيلم بنسب درجة البذاءة والتفاهة وربما أكثر سقوطاً، بل ماذا لو قام منتجون مغمورون أو مجهولون بإنتاج فيلم ثان وثالث ورابع... وسابع، فماذا نحن فاعلون؟ هناك من يرى بيننا أن هذه حرب صليبية منظمة يقوم بها الغرب ضد الإسلام، وبأنه لا سبيل لوقف هذه الحرب إلا بالحرب ضدهم والانتصار عليهم، وهذا تفكير غير سوي لعدة أسباب: أولاً، أن الغرب مهموم بمشاكله الاقتصادية وأزمته المالية، وآخر اهتماماته دقائق من عمل تصويري تافه لم يكن الغرب ليسمع عنه لولا ردود أفعالنا الدامية. ثانياً، أننا لن ننتصر على الغرب لأننا لم نحدد المقصود به: أجهة هو أم دول؟ ثالثاً، أننا عاجزون عن وقف حروبنا وهزيمة إسرائيل، فما بالنا بهزيمة الغرب المتطور تقنياً وعسكرياً مرة واحدة؟ وهناك بيننا من يطالب بسَن قوانين غربية تجرم التعدي على ديننا أسوة بقانون تجريم التشكيك في الهولوكوست الذي سنته ألمانيا وفرنسا والنمسا لأسباب الضغط الصهيوني، ولأسباب تتعلق بتاريخها السياسي المخجل تجاه اليهود في الحرب العالمية الثانية، أي أن تلك الحماية التي وفرتها تلك الدول تعود لظروفها السياسية الداخلية وليس لأسباب دينية، ولو استطاعت الجاليات المسلمة أن تسن قانوناً يجرم التطرق للإسلام فبها ونعمت، ولكن ذلك في الغرب من ضروب المستحيل، أقول إنه من ضروب المستحيل ليس لأن الغرب سيقاوم القانون كي لا يحمي الإسلام حصراً، ولكن لأن الغرب لا يحمي أياً من الأديان الأخرى، فقوانين تجريم التعدي على الأديان BLASPHEMY هي قوانين غربية عتيقة أقرت منذ قرون ولم تعد مفعلة بالقضاء الغربي، ورفضت المحاكم الغربية تفعيلها في أكثر من مناسبة لتعارضها مع حرية الرأي والتفكير، ولو فتح الباب لقوانين من هذا النوع لسارع جميع أهل الأديان بالمطالبة بشمولهم بها. فالغرب ثار على هيمنة رجال الدين المسيحي الأكثر انتشاراً بينهم، فما بالك بتجريم "التعرض" لأديان الآخرين، وبالذات الدين الإسلامي الذي يعيش الغرب منه حالة هلع الإسلاموفوبيا التي ينفثها الإعلام المعادي، ولعل آخر مظاهر هذه الحالة الهستيرية ضد الإسلام مطالبة عضوة الكونجرس عن ولاية مينيسوتا -ميشيل بوكمان- الأسبوع الماضي في مقابلة تلفزيونية بحظر بيع الفلافل بالمدارس لأن ذلك قد يعلمهم الجهاد والعنف! وتعزز مثل هذه العقلية المتخلفة "نيران صديقة" من بيننا أساءت لديننا باسم الدفاع عنه! إذن المحاولة بإحياء قوانين التعدي على الأديان غير مجدية لأنها لا تحمي التعرض للدين المسيحي نفسه، فما بالك بالدين الإسلامي؟ ولكن ماذا لو حاربنا مثل هذه الأفلام الدنيئة بقوانين غربية قائمة تجرم خطاب الكراهية وإهانة الآخرين؟ قد تكون هذه واحدة من سبل التصدي لمثل هذه الإهانات، وهي حتماً ستعزز معسكر المتعاطفين الغربيين مع المسلمين لما تعرضوا له من إهانات، وستخفف من صورة المسلم الفوضوي الذي يستفزه فيلم تافه فيثور ويقتل ويحرق، وهو ما يسعى دعاة الإسلاموفوبيا لتكريسه. لقد تطرق النقاش مع مجموعة من العقلاء حول أنجع السبل للتصدي لمثل هذه الأعمال السخيفة والمهينة، فقال: عندي الحل للقضاء على الجزء الثاني والثالث والسابع والسبعين! ما هو؟ تساءلنا: تجاهلوه فيموت في طي النسيان ولا أحد سينتبه له، واعملوا عملاً صالحاً تفيدون به دينكم وبلدانكم.