أيها الإماراتيون لا يخفى عليكم أن وطنكم يتعرض الآن إلى هجمة إعلامية ظالمة تتعاون فيها جهات عديدة في الداخل والخارج لا تريد الخير لكم ولا لوطنكم، وهي تستهدف أمن واستقرار الإمارات وتشكك في كل إنجاز حققتموه، وتتخفى تحت شعارات متعددة فأحياناً تتحدث باسم الإسلام وكأنها الوصية على هذا الدين، وأحياناً أخرى تستخدم شعارات الحرية والمشاركة السياسية والمدافع عن حقوق الإنسان، وتنصِّب نفسها متحدثاً باسمكم أمام العالم لتظهر أن الإمارات هي دولة بوليسية وأن الأحرار والشرفاء فيها "مطاردون" أو "معتقلون" ويريدون أن يحققوا لكم مثل ما تحقق في ما يسمى ببلاد الربيع العربي من "حرية" و"عدالة" و"تنمية" و"مساواة" و كل ذلك يتم من خلال حملة منسقة ومنظمة بين جهات عديدة يجمعها هدف واحد هو زعزعة استقرار وطنكم الإمارات، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فليبحث عن تلك المراكز والمؤسسات الخارجية التي تتولى الإساءة إلى الإمارات والأسماء المسؤولة والناشطة في هذه المراكز ليدرك أنها مرتبطة بأجهزة استخباراتية أجنبية لدول لا تخفي دعمها لحركة "الإخوان المسلمين" في سعيها للوصول إلى السلطة في العالم العربي. إننا في الإمارات نملك فهماً للإسلام بوسطيته واعتداله وسماحته، ولا نحتاج إلى من يفسره لنا حسب أجندته أو يلزمنا بفهمه هو للإسلام، ولنحذر كل الحذر ممن يرفعون شعارات الحق والدين للوصول إلى السلطة، والتاريخ شاهد على أن الإسلام كان آخر همِّهم، وتذكروا أن الأفغان قد أخرجوا السوفييت من بلادهم باسم الإسلام والجهاد ثم دمر المجاهدون بلادهم أسوأ مما دمرها السوفييت! وكذلك الأمر بالنسبة للصومال فالمتحاربون اليوم فيه هم مجاهدو الأمس وحماة الإسلام كما زعموا، وهم يتصارعون الآن باسم الإسلام أيضاً. لا تخدعكم الشعارات التي تثير عواطفكم الإيمانية من قبل الطامحين إلى السلطة، فبمجرد وصلوهم إليها ستتغير تلك الشعارات وستسمعون خطاباً مختلفاً كما حدث في تونس ومصر. إن الإسلام هو دين الله تعالى أنزله ويسر فهمه للناس فلا نحتاج إلى أن يقدم لنا أحد فهمه الشخصي أو الحزبي له، فنحن في غنى عن ذلك ويسعنا فيه ما وسع آباءنا وأجدادنا. إننا في الإمارات نملك وطناً ننعم فيه بالأمن والاستقرار والتنمية والرخاء وتحقق فيه خلال أربعة عقود ما يتطلب إنجازه قروناً لدى الآخرين، بل إن واقعنا الحالي هو حلم الآخرين لأوطانهم وبالذات أن محيطنا الإقليمي ما زال يعاني ويقاسي في مسيرة البناء والتنمية على رغم أنه قد بدأ هذه المسيرة قبلنا بعقود. وكذلك مما ميزنا عن الآخرين في محيطنا الإقليمي أن لدينا قيادة تحملت مسؤوليتها عن هذا الوطن بكل اقتدار ومسؤولية وعملت على وضع البرامج والخطط بمشاركة مجتمعية لمسيرة تنمية مستدامة واضحة وجلية، ويعلم المطلع عليها إلى أين تمضي تلك المسيرة، وماذا ستحقق لأبناء الإمارات ورؤية الإمارات 2012 وأبوظبي 2030 تشهد على ذلك. إننا في الإمارات لدينا شعب الطيبة سجيته والسماحة خلقه فهو لم يعتد على الدسائس والمؤامرات والتأزيم ليست من طبعه، وحسن الظن بالآخرين يحكم تعامله معهم، ولكنه شعب واعٍ لا يقبل بالإساءة إلى وطنه ولا التحقير من إنجازاته ولديه حب وولاء لقيادته يدفعه للتصدي لكل حاقد ومتطاول على الوطن وقيادته الرشيدة.