في غضون 100 يومٍ فقط ستُفتتح دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 في لندن، وهي نقطة انطلاق مذهلة لأبرز عرض على الأرض. لذا، نُريد مُشاطرة هذه الألعاب الأولمبية والبارالمبية مع مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، ولهذا السبب أقول لكم اليوم: "أهلاً بكم". ستشكل هذه الألعاب -وفي هذا الصيف- لحظة فخر لبريطانيا. فإلى جانب عزمنا على تقديم أفضل الألعاب الأولمبية على الإطلاق، نحتفل أيضاً بالذكرى الستين لاعتلاء جلالة ملكة بريطانيا العرش، وهي ثاني عاهل على الإطلاق يمتد حكمها طوال هذه الفترة. إنه لوقت مميز بالنسبة لبلدنا ونُريد أن نُشاطر ذلك مع مواطني دولة الإمارات. أعرف أن بريطانيا ستظهر في أفضل حللها. فقد بنينا منشآت جديدة رائعة في الوقت المحدد وضمن الميزانية المخصصة، ومدينتنا باتت مستعدة ووسائل النقل لدينا جاهزة، ونحن نتطلع الآن إلى الترحيب بالعالم أجمع. ماذا ستقدم ألعاب لندن 2012؟ برأيي، ستركز هذه الألعاب على نقطتَين، نعم ستكون الرياضة في قلب هذه المنافسة الكبيرة. حيث سنرى أرقامًا قياسية عالمية تُكسَر، وذكريات راسخة تُبصر النور، وصداقات جديدة تتبلور خلال الألعاب نفسها. لكن بعد انتهاء المسابقات وتوزيع الميداليات، فإن الهدف هو أن تستمر هذه الألعاب الأولمبية في تبديل حياة الناس نحو الأفضل. هذا الإرث الخالد حيوي لا محالة. عندما فاز عرضنا لاستضافة هذه الدورة، تحدث جاك روغ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، عن "سحر مميّز" ستبثّه المملكة المتحدة في دورة ألعاب 2012، ونحن حريصون كل الحرص على تحقيق ذلك. وبما أن لندن هي المدينة الوحيدة التي استضافت الألعاب الأولمبية ثلاث مرات، سننظم الألعاب بطريقة تقليدية مميزة. في عام 1908، أبصرت الألعاب الأولمبيّة الحديثة النور في لندن، فهي المدينة التي سار فيها موكب الرياضيين الأولمبيّين في عرض الافتتاح تحت ظلال راياتهم الوطنية للمرة الأولى. وتم تحديد مسار الماراثون -42 كم و195 متراً- حيث انطلق السباق من قلعة ويندسور وانتهى أمام المنصة الملكية في الاستاد، وتلك هي المسافة التي يقطعها المشاركون في الماراثون في أنحاء العالم منذ ذاك الحين. ومن ثم، في عام 1948، تم تنظيم الألعاب في ظل حرب عالمية مدمرة. لكن نجحت لندن في جمع الدول مع بعضها بعضاً من أجل الاحتفال بالمُثل الأولمبية العليا للصداقة والأسرة الدولية، لا بل ولّدت فرصاً جديدةً بالنسبة للمرأة في الرياضة، وأطلقت حركة التطوع بالألعاب الأولمبية، وأرست قواعد الألعاب البارالمبية الحديثة. وفي هذا الصيف، عندما يصل الزائرون والرياضيون، سيجدون حياً جديداً بكامله في مقر الألعاب الأولمبية في شرق مدينة لندن. فقد كان ذلك الموقع بمثابة محرك للتجدد البيئي، وعندما تنتهي الألعاب سيصبح موقعاً للمنازل والمؤسسات والوظائف الجديدة. لقد مهدنا الطريق بواسطة وسائل جديدة للتصميم والبناء، باستخدام تقنيات منخفضة الكربون لجعل ألعاب لندن 2012 أول دورة ألعاب مستدامة حقاً. ومن خلال الاستثمار في منشآت رياضية جديدة وتأسيس منافسة "الألعاب المدرسية" الجديدة في المدارس في أنحاء البلاد، نُلهم أجيالاً جديدةً من الشباب لاختبار متعة الرياضة ومنافعها. لكن الإرث الخالد لدورة لندن 2012 لا ينحصر ببريطانيا وحدها. حيث يولّد برنامج الإلهام الدولي فرصاً لأكثر من 12 مليون شخص في 20 دولة عبر العالم. فهذا البرنامج لا يتيح للشباب الاستمتاع بالرياضة اليوم فحسب، وإنّما يُساعد أيضاً على تغيير الطريقة التي تروّج بها هذه الدول الرياضة في المدارس وفي المجتمع على الأمد الطويل. إنّه لمثال عظيم لكيفيّة حرصنا على مشاركة كل دولة، وليس المملكة المتحدة فحسب، في الإلهام المتولد عن دورة عام 2012. أريد لهذه الألعاب ألا تقتصر على الترحيب بالرياضيين في لندن لصيف واحد. نُريد أن نبنيَ روابطَ جديدة ومستدامة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا. فإذا ما كنت طالباً أو أكاديمياً، فإنّها فرصة لمعرفة المزيد عن دولة فيها أربع من أفضل عشر جامعات في العالم، والتي فاز علماؤها بأكثر من 75 جائزة نوبل للعلوم والتكنولوجيا وحدها. وإذا كنت مستثمراً أو صاحب عمل، تشكّل ألعاب لندن 2012 فرصةً لاكتشاف فرص جديدة في دولة حيث ريادة الأعمال فيها تواجه فيها أقل درجة من العقبات في العالم. وإذا كنت سائحاً أو زائراً، فإنّها فرصة لاختبار مزيج بريطانيا الفريد بين القديم والجديد؛ تاريخ وتراث في القلاع والمناظر الطبيعية والقصور الملكية، إلى جانب ثقافتنا المتقدمة في مجال الموسيقى والفن والمسرح والموضة. رياضة رائعة. أعمال رائعة. ثقافة رائعة. تُعتبَر استضافة دورة ألعاب لندن 2012 شرفاً عظيماً. ونريد أن تكون حقبة مميزة بالنسبة لبريطانيا، ونحن نتطلع إلى الترحيب بالعالم ليكون جزءاً منها.