الصحافة الإسرائيلية
عمليات التسلل مصدر قلق... وتحذير من استهداف الإسرائيليين بالخارج
قصة فلسطيني مريض لقي مصرعه بعد أن ألقت به الشرطة الإسرائيلية في إحدى الطرق من دون عناية طبية، وخوف إسرائيلي من عمليات اختطاف وتسلل انطلاقاً من سيناء، وتحذير لندن لدبلوماسييها في العالم بعدم الالتقاء بإسرائيليين في الأماكن العامة... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية.
مأساة إنسانية
صحيفة "هآرتس"، سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها ليوم الأحد الماضي على قصة إنسانية مروعة تتعلق بفلسطيني تم إخراجه من المستشفى بشكل مبكر والإلقاء به على حافة الطريق ليلاً، وهو مريض وحافي القدمين حيث تُرك هناك ليموت. هذه القصة المؤلمة تعود إلى صيف 2008، وقد كتب عنها "تشايم ليفنستون" في النسخة العبرية من عدد يوم الجمعة الماضي من صحيفة "هآرتس"، قصة تقول الصحيفة إنها يفترض أن تحرم كثيراً من الإسرائيليين من النوم ليلاً بسبب قسوتها ووحشيتها، مشددةً على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الشائن.
الفلسطيني موضوع الحديث ويدعى "أبو جريبان" – من سكان مدينة رفح بغزة ولم يكن مرخصاً له دخول إسرائيل – كان مصاباً إصابة بالغة جراء حادث أصيب به أثناء قيادة سيارة مسروقة برفقة صديق له، وقد تم تسريحه من مستشفى "شيبا" وهو في حالة ضعف بدني ومازال في حاجة للعناية الطبية وسلم للشرطة. واليوم، يتبادل المستشفى وأفراد الشرطة الاتهامات بخصوص من المسؤول عن إخراجه من المستشفى.
وحسب الصحيفة، فعقب جهود فاشلة من قبل الشرطة لتحديد هوية "أبو جريبان"، قرر ضباط الشرطة التخلص من المعتقل الذي كان مصاباً ومريضاً وفي حالة تشويش ذهني، وتم نقله إلى أحد المعابر الحدودية. فقام ثلاثة أفراد شرطة بدفعه إلى سيارة للشرطة. ولكن عندما بلغت السيارة نقطة تفتيش، رفض قائدها تسلم الرجل المصاب، فتم إلقاؤه في عتمة الليل على الطريق 45، بين معسكر عوفر وحاجز عطارة بلباس المستشفى فقط. وبعد يومين تم العثور عليه جثة هامدة.
الصحيفة قالت إن ثمة أشخاصاً مسؤولين عن هذا العمل الفظيع، ويجب عن يدفعوا ثمن ما صنعوه، مشددة على ضرورة أن يأمر المدعي العام بتحقيق إضافي أوسع لما قام به مستشفى "شيبا" والشرطة في هذا الحادث.
خطر التسلل
"إسرائيل تخشى عمليات اختطاف وتسلل"، هكذا كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" ضمن عددها ليوم أمس الجمعة أنه بعد ستة أشهر على الهجوم الذي تعرضت له مدينة "إيلات" السياحية والذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، مازالت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية لا تعرف هوية من خططوا لتلك العملية، مشيرةً إلى أن مسؤولي وزارة الدفاع يخشون الآن حدوث محاولة اختطاف وقد أصدروا أوامر لقوات الجيش الإسرائيلي بمضاعفة الحذر من أجل إحباط أي عملية من هذا النوع. وتقول الصحيفة إن مخاوف المسؤولين الإسرائيليين تجد ما يبررها في عثور خبراء الطب الشرعي على عصابات أعين وأصفاد في حوزة جثث المسلحين الذين نفذوا هجوم أغسطس الماضي، وهو ما يشير – في نظرها – إلى وجود نية في اختطاف جنود أو مدنيين بالقرب من الحدود.
وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لاحظ خلال الآونة الأخيرة نشاطاً "إرهابياً" مكثفاً في شبه جزيرة سيناء يشارك فيه مسلحون من قطاع غزة، غير أنها لفتت إلى أن مؤسسة الدفاع ليست لديها معلومات استخباراتية كافية حول الخلايا "الإرهابية" التي لا تتخذ من غزة مقراً لها وتعمل انطلاقاً من سيناء، مضيفة أن المسؤولين الإسرائيليين حددوا "عملية أسلمة" تقودها الحركة السلفية المصرية التي تؤثر على شباب البدو في المنطقة. وتزعم الصحيفة أن ما يؤكد هذا هو المساعدات التي تُمنح للخلايا "الإرهابية"، التي تحتاج إلى وسائل نقل يتم توفيرها أحياناً بالمجان "لأسباب أيديولوجية". كما قالت إن الجيش الإسرائيلي يواجه أيضاً مشكلة تسلل على الحدود المصرية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن معظم المتسللين يصلون إلى إسرائيل عبر إريتريا ويدفعون لمهربيهم في سيناء رسوماً تتراوح ما بين 300 و3000 دولار، مثلما نقلت عن الجيش الإسرائيلي.
تشغيل الحافلات
أفردت صحيفة "جيروزاليم بوست" افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء الماضي للتعليق على قرار اتخذه مجلس مدينة تل أبيب يوم الاثنين، ويقضي بطلب ترخيص من وزارة النقل بتشغيل وسائل النقل العامة في المدينة في عطلة السبت الدينية في إسرائيل. ويعتبر وقف وسائل النقل العامة من غروب شمس الجمعة حتى مساء السبت أمراً متبعاً في إسرائيل في إطار ما يعرف بـ"الوضع القائم"، إلى جانب الزواج والطلاق وفق القانون الديني اليهودي، وتقديم الأكل الحلال في كل مؤسسات الدولة، وإقامة تعليم ديني ممول من الدولة، وإعفاء النساء من الخدمة العسكرية. وتقول الصحيفة إن الكثيرين يعتقدون على نحو خاطئ أن "الوضع القائم" هو نتيجة ابتزاز سياسي من قبل الطوائف الدينية اليهودية المتشددة، ولكن الواقع مثلما تقول نقلاً عن عالم الاجتماع مناحيم فريدمان، هو أن "الوضع القائم" جاء "نتيجة تفاهم متبادل بين القيادة الصهيونية العلمانية والحاخامات الدينيين على أن إيجاد وسيلة للتعايش أمر لا بد منه من أجل تعزيز الوحدة والتلاحم الاجتماعي الضروريين من أجل مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه إسرائيل".
الصحيفة نقلت عن "تمار زاندبرج"، العضو في مجلس المدينة عن حزب "ميريتس"، والتي اقترحت مشروع القانون قولها: "إنه من غير المعقول الاستمرار في العيش وفق ممارسة تعود إلى 60 عاماً خلت التي تحدد جزءاً هاماً من نمط حياتنا"، معترفةً بأنه يمكن الدفع بحجج قوية ومقنعة لصالح السماح للنقل العام في تل أبيب، المدينة العلمانية إلى حد كبير وذات الطابع الثقافي الفريد الذي يميزها عن باقي المدن الإسرائيلية بحكم توجهها العلماني وتواجد عدد كبير من العمال والمهاجرين الأجانب فيها، هذا علاوة على أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أغلبية سكان المدينة يؤيدون مثل هذه الخطوة. ولكن الصحيفة اعتبرت بالمقابل أن من شأن السماح بالنقل العام في تل أبيب يوم السبت أن يشكل انحرافاً عن التقاليد مثلما ينص على ذلك "الوضع القائم". ومن جهة أخرى، عبَّرت الصحيفة عن أسفها بالنظر إلى أنه من غير المرجح أن يكون ثمة نقاش عام حول هذه المواضيع وغيرها، وهو أمر عزته جزئياً إلى حقيقة أن وزير النقل "يسرائيل كاتز" قضى على الأمل في أي نقاش بإعلانه عن اعتزامه معارضة أي مبادرة لمجلس مدينة تل أبيب، مستعملاً بذلك الإكراه لحماية "الوضع القائم".
تحذير بريطاني
ضمن عددها ليوم أمس الأول الخميس، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن وزارة الخارجية البريطانية، حذرت دبلوماسييها في الخارج من السفر في سيارات مع إسرائيليين، أو الالتقاء بهم في الأماكن العامة مخافة استهدافهم من قبل مسلحين يحاولون مهاجمة الإسرائيليين في الخارج. وجاء هذا التحذير عقب محاولات أخيرة استهدفت دبلوماسيين إسرائيليين في نيودلهي، وتبيليسي، وبانكوك. وتفيد الصحيفة أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية "رافي باراك" دعا كل الدبلوماسيين الإسرائيليين في الخارج إلى اتخاذ احتياطات أمنية إضافية في وقت تزداد فيه المخاوف بشأن محاولة مسلحين مهاجمة أهداف إسرائيلية في الخارج من جديد. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الإسرائيلي قوله في هذا الإطار: "في هذه اللحظات تقوم كل العناصر بكل ما في وسعها من أجل إيجاد الطريقة الأفضل في هذا الواقع الحالي. ويتعين على كل موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية تذكر الاحتياطات الأمنية".
وفي السياق نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن بعض الدبلوماسيين تلقوا أوامر بعدم الذهاب إلى أماكن عملهم على متن سياراتهم الخاصة، مضيفة أن السفارة الإسرائيلية في نيودلهي طلبت من السلطات الهندية ترخيصاً بوضع لوحات مدنية، بدلاً من اللوحات الدبلوماسية، على سيارات السفارة، نظراً لأن اللوحات الدبلوماسية في الهند تشمل علم الدولة التي تمثلها، حيث بات المسؤولون الإسرائيليون يخشون، عقب التفجير الذي تعرضت له الأسبوع الماضي سيارة دبلوماسية إسرائيلية في نيودلهي، أن تحولهم اللوحات إلى أهداف سهلة.
إعداد: محمد وقيف