The Atlantic الإصلاح الهيكلي والعيوب الكامنة ---------- اشتمل العدد الأخير من مجلة The Atlantic التي تصدر عشر مرات سنوياً عن مجموعة "اتلانتيك مونثلي جروب" ومقرها بوسطن، على العديد من الموضوعات المهمة، فتحت عنوان "عن أوروبا والإصلاح الهيكلي"، يقول "كليف كوك" إن وصول معدل البطالة في إسبانيا إلى 22.9 في المئة يظهر مدى الحاجة إلى إجراء عملية إصلاح هيكلي في أوروبا، أي إصلاح سوق العمل بالأساس، بما يتيح لحكومة إسبانيا وغيرها من الحكومات الأوروبية مواجهة اتحادات العمال فيها، والتي تفاقمت قوتها ونفوذها وصارت قادرة على فرض شروطها على الحكومات بصرف النظر عن الحالة الاقتصادية. ويرى أن من يعتبر ذلك النفوذ راجعاً لأهمية العمل في العملية الإنتاجية لا يدرك الأسباب الحقيقية. فنقابات العمال الألمانية مثلاً قوية ومنظمة، ومع ذلك ظلت قادرة على التحكم في تكلفة الأجور والمرتبات، والاحتفاظ في نفس الوقت بنسبة تشغيل مرتفعة، وهو ما لم تستطعه الاتحادات في أماكن أخرى. وفي مقاله المعنون "أزمات العراق السياسية التي لا تنتهي"، يرى "كينيث بولاك" أن الأزمة السياسية الحالية في العراق تنبع من الأخطاء الكامنة في البنية السياسية العراقية والتي لم تعالج سوى بشكل جزئي خلال "السنوات الهادئة نسبياً"( 2007- 2009). وفي رأيه أنه ما لم يتمكن العراق من تأسيس آلية جديدة لمعالجة تلك الأخطاء الكامنة، فإنه سوف يواجه أزمات مماثلة في المستقبل بصرف النظر عما سينتهي إليه حال الأزمة الحالية. ويحذر من أنه إذا ما استمر الأمر على هذا الحال فإن ذلك يمكن أن يسوق البلاد إلى الديكتاتورية، أو الحرب الأهلية، أوحتى إلى فشل الدولة العراقية. "السياسة الدولية": الضاغطون والبلطجية ------------ نطالع في العدد الأخير من مجلة "السياسة الدولية" دراسة بعنوان "البلطجية: معتادو الإجرام في فترات ما بعد الثورات"، يقول كاتبها أحمد محمد أبو زيد إن السبب الرئيسي وراء تزايد أعداد البلطجية في المراحل الانتقالية، واتساعها في الشارع المصري بصفة خاصة، يرجع بالأساس إلى ضعف الدولة ومؤسساتها الرسمية، وسيادة قيم عدم احترام القانون، وتآكل هيبة الدولة، وغلبة الشعور بالاستبعاد الاجتماعي على الشعور بالاندماج في المجتمع. فظاهرة البلطجة هي نتيجة حتمية لما يسمى في أدبيات التنمية "الدولة الرخوة"، وهي دولة تصدر القوانين ولا تطبقها، ليس فقط لما فيها من ثغرات، ولكن أيضا لأنه لا أحد يحترم القانون. والمشكلة كما يقول الكاتب، أن استمرار أوضاع عدم الاستقرار والاضطراب المجتمعي في مصر، وغيرها من الدول العربية ذات الظروف المشابهة، سيسهم في استمرار هذه الظاهرة وتوسعها، على نحو قد يهدد الأمن القومي للدولة، وقد تتطور جماعات البلطجة في المستقبل من جماعة مجرمين عاديين إلي عصابات جريمة منظمة ومسلحة لديها من القدرات والإمكانيات ما قد يؤهلها لمواجهة الدولة. وفي مقال "الضاغطون: أبعاد تأثير قوى الشارع في السياسات الخارجية للدول العربية"، يحلل الدكتور هاني خلاف كيفية تأثير تزايد أهمية الشارع في عملية صنع قرار السياسة الخارجية في الدول العربية، وفي علاقاتها الخارجية بصفة عامة. ويجادل بأن قدرة الشارع على التأثير في قضايا السياسة الخارجية لا تزال محدودة، وأن هناك خمسة عوامل ستزيد من قدرة الشارع على التأثير في قضايا السياسة الخارجية، منها تزايد أهمية المؤسسات البرلمانية المنتخبة في عملية صنع القرار، وتزايد أعداد الشباب المتعلم في أجهزة صنع قرار السياسة الخارجية، فضلاً عن تأثير التيارات الدينية في الحياة السياسية داخل البلدان العربية.