قرأت مقال د.وحيد عبد المجيد المعنون بـ "أوباما والشرق الأوسط المأزق المزدوج "، حيث أكد فيه أن استخدام "الفيتو" ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يزيد العرب استياء، لكنه لا يكفي لمنح الرضا الإسرائيلي المفقود استشهاداً بقول "جون بولتون" إن أوباما أكثر رؤساء أميركا معاداة لإسرائيل، ثم أضاف أنه أبعد ما يكون عن التوقعات التي واكبت دخوله البيت الأبيض حاملاً آمالاً عريضة لبلاده وللعالم. وفي معرض التعقيب على ما سبق، نود أن نجمل بعض المفارقات في الأسلوب فقط بين بوش وأوباما، لنصل في النهاية إلى أن الهدف الذي تسعى إليه واشنطن هو هدف واحد ونتيجة واحدة مهما اختلف الرؤساء. بوش كان يتسم بسرعة القرار والحسم، لكن من دون حساب العواقب مثل حالة العراق. أما أوباما، فيتبع أسلوب التروي كما هو واضح في الحالة الليبية. بوش كان يخلق الأزمات ثم يتدخل ويعتبرها فرصة للتدخل. أما أوباما، فلا تدخل في زمنه إلا إذا كان اضطرارياً. بوش نجح في قيادة العالم بالسيطرة العسكرية واستغلها لنشر ما يسمى بالديمقراطية. أما أوباما لم ينجح في قيادة العالم تحت القوة العسكرية، ولا بنشر الديمقراطية بالقوة العسكرية لهذا كانت المواقف في عهد أوباما يشوبها التردد دائماً. وفي معرض الرد على "جون بولتون"، فلا اعتقد أن تصريح أوباما في "الإيباك" الذي لم يشكك بشرعية إسرائيل أنه يعادي إسرائيل، بل هو أكثر التصريحات تأييداً حيث يفوق كل تصريحات رؤساء أميركا السابقين قوة وانحيازاً لإسرائيل، ولكن دائماً عادتهم طلب المزيد في مثل هذه المواقف. هاني سعيد- أبوظبي